SWED24: كشفت وثائق مسربة تورط روزبيه بارسي، رئيس برنامج الشرق الأوسط في المعهد السويدي للسياسة الخارجية (UI)، في شبكة نفوذ إيرانية تهدف إلى تعزيز مصالح طهران في الغرب.
وعلى إثر ذلك، طالبت الحكومة السويدية المعهد بإجراء تحقيق شامل في هذه الادعاءات، وسط تصاعد القلق بشأن النفوذ الإيراني في السويد.
ووفقًا لتحقيق نشره تلفزيون TV4 Nyheterna، تستند الاتهامات إلى وثائق مسربة تكشف أن وزارة الخارجية الإيرانية، بقيادة وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف، أطلقت مشروعًا سريًا تحت اسم “مبادرة الخبراء الإيرانيين” (IEI). ووفقًا لهذه الوثائق، كان المشروع يهدف إلى تعزيز النفوذ الإيراني في الغرب عبر شخصيات أكاديمية وإعلامية مؤثرة.
تُظهر الوثائق أن بارسي حضر اجتماعات الشبكة وأقام اتصالات مع دبلوماسيين إيرانيين رفيعي المستوى، بعضهم على صلة مباشرة بظريف، الذي يشغل حاليًا منصب نائب رئيس الجمهورية الإيرانية.
المعهد السياسي يدافع عن بارسي.. والحكومة تطالب برد
من جانبه، أكد المعهد السويدي للسياسة الخارجية (UI) أنه لا يزال يثق في بارسي، الذي بدوره دافع عن مشاركته، موضحًا أن هدفه كان “فهم طريقة تفكير صناع القرار الإيرانيين” وليس الترويج لأجنداتهم.
إلا أن وزيرة الخارجية ماريا مالمير ستينيرغارد (M) شددت على خطورة هذه الادعاءات، مطالبة المعهد بإجراء تحقيق داخلي معمق.
وقالت ستينيرغارد في تصريحات صحفية: “هذه الادعاءات خطيرة للغاية، ولهذا السبب تواصلنا مع المعهد للحصول على مزيد من المعلومات”.
موقف الحكومة تجاه تهديدات التجسس الإيراني
عند سؤالها عن كيفية تعامل الحكومة مع هذه المعلومات إذا ثبتت صحتها، رفضت الوزيرة تقديم استنتاجات مسبقة، لكنها أكدت أن إيران تمثل تهديدًا استخباراتيًا رئيسيًا للسويد، إلى جانب روسيا والصين.
وأضافت الوزيرة، قائلة: “إيران هي واحدة من الدول الثلاث التي تمارس أنشطة استخباراتية واسعة النطاق في السويد، ونحن نتعامل مع ذلك بأقصى درجات الجدية”.
من جانبه، وجه حزب الديمقراطيين السويديين (SD) استفسارًا رسميًا للحكومة حول التحقيق، مطالبًا بتوضيح الإجراءات التي تعتزم الحكومة اتخاذها لمواجهة النفوذ الإيراني.
سيبو: إيران تستهدف المعارضين والمهاجرين
أكدت الشرطة الأمنية السويدية (Säpo) أنها تتابع التحقيق لكنها لم تتمكن من التعليق على الأفراد المتورطين.
وجاء في بيان صادر عن الأمن السويدي: “إيران تشكل أحد أخطر التهديدات الاستخباراتية للسويد، إلى جانب روسيا والصين. النظام الإيراني يستهدف بشكل أساسي المعارضين وأفراد الجالية الإيرانية في السويد، مستخدمًا وسطاء وتقنيات تجسس متطورة”.
وفي بيان رسمي، شدد حزب (SD) على ضرورة الكشف عن مدى النفوذ الإيراني في السويد، مطالبًا المعهد السياسي بالتعامل بجدية مع هذه الادعاءات والرد عليها بشفافية.
وقال أرون إميلسون، المتحدث باسم الحزب: “هذه الادعاءات تثير قلقًا بالغًا بشأن عمليات التأثير التي تمارسها إيران والصين وروسيا في السويد. من الضروري أن نضمن أن المعاهد البحثية والأكاديمية لا تصبح منصات للترويج لأجندات أنظمة استبدادية”.
حتى الآن، لم يعلق بارسي على تصريحات وزيرة الخارجية، فيما يستمر المعهد السويدي للسياسة الخارجية (UI) في مراجعة الأدلة وسط تصاعد الضغوط الحكومية والسياسية لإجراء تحقيق شفاف حول مدى التأثير الإيراني داخل مؤسسات الفكر والرأي السويدية.