أدانت محكمة مقاطعة أوربرو ثلاثة أشخاص بأقسى العقوبات بسبب ضلوعهم في أعمال شغب شهدتها المدينة في شهر أبريل/ نيسان الماضي، أثناء قيام المتطرف الدنماركي راسموس بالودان بحرق المصحف في المدينة. وفق صحيفة “إكسبريسن”.
والأشخاص الثلاثة هم كل من، إبراهيم يوسف 31 عاما، موفسار أكاييف 36 عاما وباشا كريم 31 عاما.
وأصدرت المحكمة أحكاما بالسجن لمدة طويلة بحق الثلاثة، فيما عُوقب إبراهيم يوسف بأقسى مدة حيث حُكم عليه بالسجن سبع أعوام ونصف العام.
“عنف مفرط ومثير للاشمئزاز
ووصفت محكمة المقاطعة أعمال الشغب التي شهدتها المدينة بأنها “مهددة للحياة ومثيرة للاشمئزاز” ولا ترى أي ظروف للحكم المخفف.
واعتبرت تلك الأحكام الأقسى التي صدرت حتى الآن.
وكانت اعمال الشغب التي وقعت على صلة بما يتعلق بحرق القرآن الذي خطط له المتطرف اليميني راسموس بالودان، الذي كان من المقرر أن يعقد تجمعاً في عيد الفصح، وسط أوربرو، لكنه لم يحضر التجمع، ومع ذلك اندلعت الفوضى عندما قامت حشود كبيرة بمهاجمة الشرطة ورشقهم بالحجارة وإضرام النار في سياراتهم واختطاف حافلة للشرطة. وأصيب عدد من عناصر الشرطة بسبب ذلك.
وشوهد المدانون الثلاثة في الكثير من مقاطع الفيديو التي صورت أعمال الشغب تلك وهم يعتدون على عناصر الشرطة والأمن، كما جرى تحديدهم من قبل عدد من ضباط الشرطة الذين كانوا في مكان الحادث لكبح أعمال الشغب العنيفة.
هجوم على الديمقراطية
ووصفت محكمة المقاطعة جرائم الشغب تلك بأنها “هجوم على الشرطة والديمقراطية والمجتمع القانوني” وكتبت في حكمها أن “الفعل كان ذا طبيعة خطيرة بشكل خاص، حيث استمر لفترة طويلة، وكانت منظمة بشكل جيد جداً واستخدمت فيها القوة المفرطة وبشكل واسع النطاق ضد نشاطات الشرطة”.
وكتبت المحكمة أنه ثبت ان المدانين الثلاثة شاركوا في رشق الشرطة بالحجارة وأن كان ذلك بدرجات متفاوتة.
وكتبت المحكمة أيضاً أن “تصرفات إبراهيم يوسف وموفسار أكاييف وباشا كريم والحشد كان فيها تهديد للحياة ومثيرة للاشمئزاز ولم تجد محكمة المقاطعة أي ظروف مخففة”.
السجن سبعة أعوام ونصف
وحكمت المحكمة على إبراهيم يوسف، 31 عاماً وهو من سكنة كارلسكوغا بأقسى عقوبة، وهي سبعة أعوام ونصف العام.
وويظهر مقطع الفيديو الذي صور في المكان كيف انطلق يوسف نحو سياج مكافحة الشغب ورشق الحجارة وقاد سيارة الشرطة مما أدى الى اشتعالها بعد ذلك.
واعترف يوسف بأنه كان في مكان الحادث، لكنه يقول انه لم يشارك في أعمال العنف وينفي ارتكاب أي جريمة.
وحكم على يوسف في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي بغرامات يومية بسبب جرائم مخدرات بسيطة وانتهاكات قانونية لاستخدام السكاكين، وبحسب الحكم، اقتادته الشرطة وفي حوزته، سكينين وهراوتين وفاس وساطور وضعت في سيارة في كارلسكوغا، وادعى يوسف بأنه “يجمع السكاكين”.
وكتب أندرياس سيمون محامي يوسف في تعليق على الحكم: “العقوبة مبالغ فيها، لا سيما في ضوء ما فعله موكلي على المستوى الفردي. سنقوم انا وموكلي باستئناف الحكم بشأن مسألة تصنيف المخالفة ومدة العقوبة”.
“نشطاً للغاية”
وصفت المحكمة موفسار أكاييف البالغ من العمر 36 عامًا من ديجيرفورس بأنه كان “نشطًا للغاية في التخريب الجسيم ضد عناصر الشرطة والأمن” وحكم عليه بالسجن لمدة ست سنوات.
وكان أكاييف قد أدين في السابق بارتكاب جرائم خطيرة وعدة أحكام بالسجن، حيث حُكم عليه في 2018 بالسجن لمدة عامين وثمانية أشهر بتهمة الاختطاف والاعتداء في قضية قضائية.
وبحسب المدعي، قام أكاييف بإرغام شخصين على ركوب سيارة لتحصيل دين وعرض الضحايا للضرب والتهديد خلال سبع ساعات على الأقل، كما أدين بمحاولة ابتزاز وتهديد مسؤول.
وكان تحت المراقبة لجرائم سابقة تتعلق بأعمال الشغب.
ووفقًا للمحكمة، فإن باشا كريم البالغ من العمر 31 عامًا من كارلسكوغا “كان أقل نشاطًا” من الآخرين، السبب الذي دفع المحكمة الى إنزال عقوبة سجن بأربع سنوات وستة أشهر فقط، وسبق أن حُكم عليه بالسجن عدة سنوات، بما في ذلك تهمة ارتكاب جرائم أسلحة وسطو.
واعترف كريم بأنه كان في مكان الحادث، لكنه يعتقد أنه لم يشارك في أعمال العنف وينفي ارتكاب أي جريمة.
وعلقت محامية دفاع كريم جوليا هولمبيرج على الحكم في رسالة نصية بالقول:
“النتيجة بالطبع لم تكن ما كان يأمل الدفاع. سنقوم الآن بتقييم نتائج محكمة المقاطعة في الحكم بعناية”.
تعويضات مالية
ولا يزال المدانون الثلاثة قيد الاحتجاز وسيظلون كذلك حتى يصبح الحكم نهائيا، حيث يمكن استئناف الحكم أمام محكمة الاستئناف.
ويجب عليهم ان يدفعوا الان تعويضاً عما قاموا به من عنف ضد ستة من عناصر الشرطة بقيمة 10000 كرون لكل مدعي.