SWED24: في أيام الغيوم والخمول، قد يبدو مجرد مغادرة السرير مهمة صعبة، لكن العلم يؤكد أن النشاط البدني يمكن أن يكون مفتاحاً لتحسين الحالة المزاجية واستعادة الطاقة. وفقاً لدراسة أجرتها كلية الطب بجامعة هارفارد، فإن أي حركة، حتى لو كانت بسيطة، يمكن أن تُحدث فرقاً كبيراً في تحسين المزاج والحد من التوتر والاكتئاب.
يؤكد البروفيسور سكوت لير، رئيس قسم أبحاث الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، أن التمارين المنتظمة تقلل من خطر الإصابة بالأمراض النفسية مثل القلق والاكتئاب. ويضيف: “حتى عشر دقائق من النشاط البدني يمكن أن يكون لها تأثير ملموس على المزاج”.
أما جيمس، أحد الأشخاص الذين لجأوا إلى الرياضة لتحسين صحتهم النفسية بعد معاناته من اضطراب ما بعد الصدمة، فيرى أن التمارين تساعده في الابتعاد عن الأفكار السلبية، حتى لو كان يمارسها أثناء الاستماع إلى بودكاست أو الموسيقى.
الرياضة أم الأدوية؟
يعتبر العديد من الخبراء أن التمارين البدنية يمكن أن تكون بديلاً فعالاً عن الأدوية المضادة للاكتئاب، حيث تعمل على تحفيز إفراز الإندورفين والسيروتونين، وهما مركبان يعززان الشعور بالسعادة والراحة. لكن بعض الأطباء النفسيين يؤكدون أن الجمع بين الرياضة والأدوية قد يكون الحل الأمثل لبعض الحالات.
أفضل خمسة تمارين لتحسين المزاج
- التمارين الهوائية
المشي، الجري، ركوب الدراجة، أو السباحة تساعد على تقليل التوتر وتحسين صحة القلب. حتى 15 دقيقة من الجري أو 30 دقيقة من المشي السريع يومياً يمكن أن تترك أثراً إيجابياً على المزاج. - تمارين المقاومة
رفع الأثقال أو تمارين وزن الجسم تساعد على تعزيز الثقة بالنفس وتحسين الصحة النفسية عبر تحفيز إفراز السيروتونين والإندورفين. - اليوغا وتمارين الاسترخاء
تمارين مثل اليوغا والتاي تشي تساعد على خفض مستويات الكورتيزول، مما يقلل من الشعور بالتوتر ويعزز الشعور بالهدوء. - التدريب المتقطع عالي الكثافة (HIIT)
هذا النوع من التمارين القصيرة والمكثفة يُحسّن اللياقة البدنية بسرعة، ويعزز طاقة الجسم ويحسن الحالة النفسية بفعالية. - الحركة اليومية
أي نشاط بسيط، مثل صعود الدرج أو المشي بدلاً من القيادة، يساهم في تحسين الصحة النفسية والبدنية. حتى دقائق من الحركة يومياً يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي.
كيف تؤثر التمارين على الدماغ؟
أكدت الأبحاث أن التمارين الرياضية تعزز صحة الدماغ بثلاث طرق رئيسية:
- تحفيز فوري للنواقل العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين، مما يحسن المزاج مباشرة بعد التمرين.
- تعزيز الانتباه والذاكرة عبر زيادة حجم الحُصين في الدماغ، وهي المنطقة المسؤولة عن التعلم والذاكرة.
- تقليل خطر الأمراض العصبية حيث تساعد التمارين المنتظمة في تقليل التدهور العقلي المرتبط بالشيخوخة.
لا يحتاج تحسين المزاج إلى تغيير جذري في الروتين اليومي، فحتى التمارين القصيرة والمعتدلة يمكن أن تُحدث فرقاً. وكما يشير العلماء، فإن كل خطوة نحو نمط حياة نشط تُسهم في تعزيز الصحة العقلية والجسدية على المدى الطويل.