بينما تتواصل التحقيقات في الهجوم الأكثر دموية في تاريخ السويد الحديث، تكشف الشرطة تفاصيل جديدة عن حياة المشتبه به، الذي عاش في عزلة تامة بعيدًا عن الأنظار ولم يترك أي أثر يُذكر في المجتمع.
بحسب تحقيق أجرته Expressen، فإن الرجل البالغ من العمر 35 عامًا لم يكن له أي دخل رسمي منذ عام 2014، حيث كان آخر مبلغ مسجل له هو 98,605 كرونات، وبعدها لم يحقق أي دخل خاضع للضرائب، باستثناء بعض العوائد المالية المحدودة في 2017 بلغت 122,085 كرونة، والتي جاءت من أرباح رأس المال، مثل الفوائد أو التوزيعات المالية.
في العام نفسه، قام الرجل بتغيير اسمه بالكامل، ولم يسجل أي وظيفة حكومية أو بلدية، كما لم يحصل على أي قروض طلابية، ولم يكن له سجل إجرامي لدى الشرطة.
انعزال منذ الطفولة: “توقف عن الحديث فجأة”
تشير سجلاته الدراسية إلى أنه تخرج من برنامج تعليمي فردي في مركز ودكوبينغ التعليمي (الذي تم إغلاقه لاحقًا) بنتائج متفاوتة. فقد حصل على درجات جيدة في علم النفس والتاريخ والفنون، لكنه فشل في مواد اللغة السويدية والرياضة والدين.
يقول أحد زملائه السابقين: “قبل نهاية المرحلة الإعدادية، توقف عن الحديث تمامًا. لم يعد يظهر بعد الصف السابع”.
وأضاف: “كان يسير دائمًا مغطى الرأس، يسحب غطاء معطفه فوق رأسه ويضع يده على فمه طوال الوقت”.
الشرطة تمشط منزله بحثًا عن أدلة
في إطار التحقيقات، داهمت الشرطة شقة المشتبه به في أوربرو، حيث تواصل البحث عن أدلة قد تكشف دوافع الجريمة.
يقول روبرتو إيد فورست، قائد شرطة منطقة أوربرو: ” نحقق بشكل مكثف لفهم خلفياته، من الواضح أننا نتعامل مع شخص كان مصممًا على تنفيذ هذه الجريمة وكان مسلحًا بسلاح ناري”.
خلال صباح الأربعاء، شوهدت دوريات أمنية تحيط بشقته، وأظهرت الصور نوافذ محطمة تطل على شرفته، فيما أكد المحققون أنهم يدرسون جميع المحتويات الرقمية التي تم العثور عليها داخل منزله.
لا دلائل على دوافع إرهابية حتى الآن
على الرغم من مشاركة جهاز الأمن السويدي (Säpo) في التحقيقات، لم تعثر الشرطة حتى الآن على أي دليل يربطه بجماعات إرهابية أو أيديولوجيات متطرفة.
لكن الغموض لا يزال يحيط بدوافعه، إذ تبذل الشرطة جهودًا مكثفة لتكوين صورة أوضح عن خلفياته النفسية والاجتماعية.
حتى الآن، تؤكد السلطات أن المشتبه به نفذ الهجوم بمفرده، دون وجود أي شركاء أو شبكة دعم معروفة، لكن التحقيقات لا تزال مستمرة للكشف عن أي احتمالات أخرى.