SWED24: حذّر رئيس هيئة الأركان الفنلندية، فيسا فيرتانن، من أن روسيا ستسعى إلى اختبار حدود حلف شمال الأطلسي (الناتو) عند الحدود الفنلندية، فور تقليصها وجودها العسكري على الجبهة الأوكرانية. تصريحاته جاءت في مقابلة حصرية مع صحيفة Die Welt الألمانية، حيث أكد أن موسكو قد تبدأ بتنفيذ “اختبارات ضغط” على البند الخامس من معاهدة الحلف.
البند الخامس ينص على أن أي هجوم على دولة عضو في الناتو يُعد هجوماً على جميع الدول الأعضاء، ما يُلزم الحلف بالرد المشترك. وفي هذا السياق، أوضح فيرتانن أن روسيا قد تلجأ إلى تكتيكات هجينة لإضعاف الحلف من الداخل، دون الوصول إلى مواجهة عسكرية مباشرة.
تعزيزات روسية قرب الحدود الفنلندية
منذ انضمام فنلندا إلى الناتو في ربيع عام 2023، بدأت روسيا في بناء بنية تحتية عسكرية جديدة على طول الحدود الممتدة لمسافة 1340 كيلومتراً. وقد حذرت موسكو سابقًا من أي وجود عسكري لحلف الناتو على الأراضي الفنلندية، متوعدة بـ”ردود فعل مناسبة”.
فيرتانن أوضح أن هناك مؤشرات على نية روسيا إرسال مزيد من القوات إلى الحدود الشمالية، خاصة إذا تمكنت من تخفيف التزاماتها العسكرية في أوكرانيا. ومع ذلك، شدد على أن التهديد لا يزال “غير وشيك، لكنه واقعي”.
اختبار الناتو بأدوات غير تقليدية
وأشار المسؤول العسكري إلى أن موسكو سبق أن اختبرت قدرة الناتو على الاستجابة، من خلال أدوات لا ترقى إلى مستوى الأعمال الحربية التقليدية، مثل الهجمات السيبرانية، التشويش على إشارات الـGPS، حملات التضليل الإعلامي، بل وحتى استخدام الهجرة الجماعية كسلاح ضغط.
يقول فيرتانن: “الهدف من هذه العمليات هو زرع الشك داخل الحلف، وإضعاف الثقة بين الأعضاء، بحيث يتردد الحلف في الرد على الهجمات المستقبلية”.
رغم أنه استبعد احتمال وقوع هجوم عسكري مباشر في الوقت الراهن، إلا أن فيرتانن لم يستبعد كلياً سيناريو التصعيد المفاجئ، ويوضح، قائلاً: “لقد فوجئنا بالغزو الشامل لأوكرانيا عام 2022، ويجب أن نبقى على استعداد دائم”.