SWED24: أكدت هيئة مراقبة الاتصالات والاستخبارات السويدية (FRA) أن الوضع الأمني في السويد بات أكثر خطورة خلال العام الجاري، مشيرةً إلى تزايد عدد التهديدات الموجهة ضد البلاد والمصالح السويدية.
وقال المدير العام لـ FRA، بيورن ليرفال: “نلاحظ تصاعداً في عدد التهديدات التي تستهدف السويد، وهي تهديدات متداخلة تؤثر على بعضها البعض”.
تُعد FRA واحدة من أكثر وكالات الاستخبارات السويدية سرية، حيث تركز بشكل رئيسي على الرصد الإلكتروني وجمع المعلومات الاستخباراتية. وفي تقريرها السنوي، أكدت الهيئة أن العالم يشهد أزمات متداخلة، فيما لا تزال السويد معرضة لتهديدات خطيرة.
تهديدات متعددة من جهات مختلفة
وأوضح ليرفال أن التهديدات تأتي من جهات حكومية تستغل أحيانًا الجماعات الإرهابية والجريمة المنظمة لتنفيذ عملياتها، مما يجعل الوضع أكثر تعقيداً.
وتتمثل مهمة FRA في تزويد الحكومة، والقوات المسلحة، وجهاز الأمن السويدي (Säpo)، والشرطة الوطنية (Noa) بمعلومات استخباراتية دقيقة حول التهديدات الأمنية. ومن بين عمليات المراقبة التي تجريها، تتبع تحركات السفن والطائرات الروسية في المنطقة.
أحد الأمثلة البارزة كان في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، عندما اقتربت أربع طائرات عسكرية روسية من جزيرة غوتلاند، حيث لعبت FRA دوراً في رصد التهديد المحتمل وإطلاق الإنذار المبكر.
وقال ليرفال: “مهمتنا هي إصدار تحذيرات مسبقة حول أي تحركات قد تشكل تهديدًا للبلاد”.
تحذيرات من هجمات روسية جديدة في أوروبا
مع استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا، تتزايد المخاوف في أوروبا من احتمال استهداف روسيا لدول أخرى.
لكن، هل يمكن للسلطات الاستخباراتية التنبؤ بهجوم جديد؟
يجيب ليرفال: “في حال التخطيط لهجوم واسع النطاق، سيكون هناك تحضيرات واضحة تسبق القرار السياسي بتنفيذه”.
زيادة غير مسبوقة في ميزانية الاستخبارات السويدية
تشهد FRA توسعاً كبيراً في عملياتها، حيث من المتوقع أن تتضاعف ميزانيتها ثلاث مرات خلال بضع سنوات، لترتفع من 1.2 مليار كرونة سويدية عام 2020 إلى 3.6 مليار كرونة بحلول عام 2027.
يتم توجيه هذه الزيادة بشكل رئيسي إلى تعزيز القوى العاملة، وتحديث التكنولوجيا، وتحسين التدابير الأمنية. ومن بين المشاريع الجديدة، إطلاق سفينة التجسس “Artemis”، التي دخلت الخدمة العام الماضي لتحل محل سفينة “Orion”، التي استخدمت لمدة 40 عامًا.
وصف ليرفال السفينة الجديدة بأنها “تحسين كبير” في القدرات الاستخباراتية السويدية، مشيرًا إلى أنها تعمل بشكل رئيسي في جنوب شرق بحر البلطيق، حيث تقع مقاطعة كالينينغراد الروسية، إحدى أكثر المناطق عسكرية في أوروبا.
ورفض ليرفال التعليق على أي محاولات روسية لتعطيل عمليات FRA، لكنه أكد، قائلاً: “نحن نلتزم بالبقاء ضمن المسافة القانونية بعيدًا عن الحدود الإقليمية”.