SWED 24: كانت السويد في طليعة دول العالم في اعتماد التصوير الشعاعي للثدي (الماموغرام) في ثمانينيات القرن الماضي، وتمكنت هذه التقنية من اكتشاف حوالي ثلثي حالات سرطان الثدي، بينما لا تزال نسبة الثلث تُشكل تحدياً. أما اليوم، فتلوح في الأفق بوادر واعدة تُشير إلى قدرة الذكاء الاصطناعي على سد هذه الفجوة.
يقول بير هال، البروفيسور والباحث في سرطان الثدي في معهد كارولينسكا: “يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لرصد التغيرات في أنسجة الثدي قبل تحولها إلى أورام سرطانية.”
وقد رسخت السويد مكانتها الرائدة في مجال التصوير الشعاعي للثدي بعد أن كانت أول دولة تعتمد هذه التقنية قبل 40 عامًا، حيث يتم اليوم تشخيص 70٪ من حالات سرطان الثدي في مراحله الأولى، قبل انتشاره إلى الغدد الليمفاوية، وهو ما يُسهم في رفع نسبة الشفاء إلى 98%.
صعوبة اكتشاف الأورام في أنسجة الثدي الكثيفة
على الرغم من التقدم المحرز، لا تزال أنظمة الرعاية الصحية تُخفق في اكتشاف ثلث حالات سرطان الثدي. ويعود ذلك جزئيًا إلى صعوبة رصد الأورام في أنسجة الثدي الكثيفة، حيث أن النساء اللاتي لديهنّ مثل هذه الأنسجة يُعتبرن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي بمقدار أربعة إلى ستة أضعاف.
ويُشير البروفيسور هال إلى أن “حتى أكثر أطباء الأشعة خبرة يجدون صعوبة في اكتشاف أكثر من نصف حالات السرطان في أنسجة الثدي الكثيفة.”
دور الذكاء الاصطناعي في مكافحة المرض
وكما هو الحال في مختلف المجالات، يُقدم الذكاء الاصطناعي إسهامات واعدة في مجال أبحاث سرطان الثدي، لا سيما في مجالين رئيسيين:
- اكتشاف وتحليل التكوينات السرطانية : أظهرت دراسة حديثة أن دقة تشخيص طبيب الأشعة المدعوم بنظام ذكاء اصطناعي كانت أعلى مقارنة بدقة تشخيص طبيبين بشريين.
- تحديد النساء المعرضات لخطر الإصابة: يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل صور الماموغرام لتحديد التغيرات التي تُشير إلى احتمالية تطور الأورام السرطانية. ويُضيف البروفيسور هال: “بإمكان الذكاء الاصطناعي رصد التغيرات التي تطرأ على أنسجة الثدي والتي قد تستغرق وقتًا طويلاً، مما يُساعد في تحديد النساء اللاتي يحتجن إلى مزيد من الفحوصات.”
مستقبل الماموغرام في عصر الذكاء الاصطناعي
لا تزال الدراسات المتعلقة بهذا المجال في مراحلها الأولى، وتأمل السويد في إطلاق دراسة واسعة النطاق في يناير المقبل، ولكن قد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يُصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من فحوصات الماموغرام.
ويختتم البروفيسور هال حديثه بتفاؤل، قائلاً: “أعتقد أننا سنشهد في المستقبل اعتمادًا كبيرًا على الذكاء الاصطناعي في تحليل صور الماموغرام”.
المصدر: TV4