SWED24: أصدرت محكمة ستوكهولم الجزائية اليوم حكماً بالسجن لمدة 12 عامًا على لينا إسحاق، وهي أمرأة مسيحية سابقة من أصول عراقية تحمل الجنسية السويدية، منتمية لتنظيم داعش، بتهم الإبادة الجماعية، وجرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب جسيمة.
وصدر الحكم في تمام الساعة 11:00 من صباح اليوم الثلاثاء، وهو الأول من نوعه في السويد ضد امرأة انضمت إلى تنظيم داعش وارتكبت جرائم بحق الأقلية الإيزيدية في سوريا.
كانت لينا إسحاق، وهي في الخمسينيات من عمرها، قد غادرت السويد عام 2013 برفقة عائلتها للقتال في صفوف تنظيم داعش في سوريا، حيث أقامت في مدينة الرقة، معقل التنظيم آنذاك.
بحسب لائحة الاتهام المقدمة إلى محكمة ستوكهولم، فإن لينا إسحاق احتجزت ستة أطفال وثلاث نساء إيزيديات كعبيد داخل منزلها بين عامي 2014 و2016، وأخضعتهن للتعذيب القسري، والعمالة الجبرية، والاستعباد، والإجبار على اعتناق الإسلام.
وتضمنت وثائق الادعاء قائمة بـ 14 جريمة ارتكبتها المدانة ضد الضحايا، شملت الاستعباد، المتاجرة بالبشر، الاعتداء الجسدي، والإكراه على تغيير العقيدة.
سابقة قضائية في السويد.. ورسالة حاسمة ضد الإرهاب
تُعد هذه القضية الأولى من نوعها في السويد التي يتم فيها إدانة امرأة بجرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب المرتبطة بتنظيم داعش.
ويشكل هذا الحكم رسالة واضحة مفادها أن القضاء السويدي سيحاسب كل من تورط في جرائم إرهابية أو جرائم ضد الإنسانية، بغض النظر عن موقعهم أو جنسيتهم.
لا تزال القضية قيد المتابعة، ومن المتوقع إجراء استئناف محتمل من قبل الدفاع، بينما تستمر المطالبات بمزيد من المحاكمات لمحاسبة المقاتلين الأجانب العائدين من مناطق النزاع.
وكانت النيابة العامة قد طالبت بإنزال عقوبة السجن مدى الحياة بحقها.
اتهامات بجرائم استعباد وتعذيب الإيزيديين
بحسب الادعاء العام، قامت المتهمة باحتجاز ثلاث نساء وستة أطفال داخل منزلها في مدينة الرقة السورية، حيث تعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة قبل أن يتم بيعهم لتنظيم داعش.
تقول غيتا هادينغ ويبيرغ، محامية الضحايا: “لقد عاشوا كعبيد، تعرضوا للتعذيب الجسدي والنفسي، مُنعوا من التحدث بلغتهم الأصلية، وأُجبروا على تغيير دينهم قسرًا.”
الضحايا جميعهم من الطائفة الإيزيدية، التي تعرضت لحملة تطهير عرقي وإبادة جماعية على يد تنظيم داعش خلال الحرب في سوريا والعراق.
شهادات مروعة وتأثير نفسي مدمر على الضحايا
حضر أربعة من الناجين الإيزيديين جلسات المحاكمة في ستوكهولم، حيث قدموا شهادات صادمة عن المعاناة التي تعرضوا لها. وعلى الرغم من مرور ما يقرب من عقد من الزمن على الجرائم، لا يزالون يعانون من آثارها النفسية العميقة.
تضيف المحامية ويبيرغ: “جميع الضحايا يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة، مما يسبب لهم نوبات هلع وإغماء متكرر.”
هذه القضية تُعد الأولى من نوعها في السويد التي يُحاكم فيها شخص بتهمة ارتكاب جرائم داعش ضد الطائفة الإيزيدية، مما يجعلها سابقة قانونية قد تمهّد لمحاكمات مشابهة مستقبلاً.
رحلة من السويد إلى التطرف في سوريا
نشأت لينا إسحاق في مدينة هالمستاد السويدية ودرست التمريض، لكنها تحولت إلى التطرف بعد زواجها من رجل دين متشدد يُدعى جيرو مهو، حيث أنجبت منه ستة أطفال. وفي عام 2013، سافرت إلى سوريا مع أطفالها لدعم زوجها المقاتل في صفوف داعش.
وبعد مقتل زوجها في القتال، اختارت البقاء في سوريا، حيث تزوجت مرة أخرى وأنجبت المزيد من الأطفال. كما فقدت أحد أبنائها البالغ من العمر 16 عامًا في إحدى المعارك، مما أدى إلى محاكمتها سابقًا في السويد والحكم عليها بالسجن ست سنوات.