SWED 24: تعتمد الشرطة السويدية أسلوب الحوار المُنظم كإحدى الأدوات الفعالة في الوقاية من الجرائم المتعلقة بالعنف الأسري. ويتم استخدام هذا الأسلوب مع الأفراد الذين يمثلون تهديدًا للأمن والسلامة العامة بهدف تغيير سلوكهم ووقف الجرائم.
ويعتبر هذا الأسلوب ناجحًا بشكل خاص في الحالات التي تتعلق بالاعتداءات المتكررة والعنف في العلاقات القريبة.
تروي هانا، المتخصصة في تطبيق هذه الاستراتيجية، تجربتها مع أحد الأفراد الذين عملت معهم خلال هذا العام. كان الشخص يعاني من إدمان الكحول ومشكلات نفسية، ولكن بعد عدة أشهر من العمل معه، استطاع أن يتغلب على هذه العادات السلبية.
تقول هانا: “لقد أصبح شخصًا مختلفًا تمامًا عما كان عليه عندما التقينا به لأول مرة. الآن، هو لا يشرب الكحول، ويمتلك وظيفة بدوام كامل، وأصبح تواصله مع عائلته أقوى”.
تستند هذه الجهود إلى برنامج “الحد من المخاطر”، الذي يشمل محادثات منظمة تهدف إلى مساعدة الأشخاص الذين يشكلون تهديدًا على المجتمع من خلال توفير دعم نفسي واجتماعي لهم. حيث يعمل محترفو المفاوضات مثل هانا وزميلها جويل مع هؤلاء الأفراد لمساعدتهم على تغيير سلوكياتهم العنيفة ووقف ارتكاب الجرائم.
تتم هذه المحادثات في جميع مناطق الشرطة السويدية وتُعدّ وسيلة فعالة لمكافحة العنف في العلاقات القريبة، مثل انتهاك أوامر الحماية، والتهديدات، والتحرش. منذ بداية هذا العام، بدأ هانا وجويل بتنفيذ هذه المحادثات مع الأفراد المدرجين على قائمة المخاطر في منطقة الشرطة الشرقية، ويواصلون العمل بشكل منظم لتحسين النتائج.
هذه الاستراتيجية ليست إلزامية، لكنها تمنح الأفراد خيار المشاركة التطوعية. ومع ذلك، يوافق جميع من تم الاتصال بهم على المشاركة في البرنامج. وبحسب هانا، فإن الفائدة لا تقتصر على وقف الجرائم، بل تمتد إلى تحسين حالة الشخص النفسية والجسدية.
الهدف من هذه المحادثات هو مساعدة الأشخاص على تغيير مسار حياتهم وتقديم الدعم لهم، الأمر الذي يسهم في تقليل العبء على النظام القضائي والأمني، كما يساعد في الحد من العنف. من خلال هذه العملية، يتم تخفيف المعاناة لكلا الطرفين: الضحايا والمعتدين.
في حين أن بعض الحالات قد تواجه انتكاسات بين المحادثات الأولية، أظهر هانا وزميلها جويل أن هذه الطريقة، عند تطبيقها بشكل صحيح، يمكن أن تؤدي إلى تغييرات إيجابية وجذرية في حياة الأفراد، مما يؤثر بشكل مباشر على المجتمع ككل.