SWED 24: حذر المعارض السوري عبد الباسط سيدا، المقيم في السويد والذي قاد المجلس الوطني السوري في بداية الثورة السورية عام 2011، من أن وصول الإسلاميين إلى الحكم في سوريا قد يشكل كارثة على البلاد والمنطقة. وأشار إلى أن أي نظام إسلامي متشدد قد يؤدي إلى عزلة دولية وصراعات داخلية شبيهة بما حدث في أفغانستان تحت حكم طالبان.
سيدا أكد في تصريحاته أن ما يجري في سوريا يمكن أن يكون بداية لعملية ديمقراطية شاملة، لكنه شدد على أهمية إشراك جميع السوريين في صياغة مستقبل البلاد. وقال: “لا يمكن لجبهة النصرة (هيئة تحرير الشام) إدارة سوريا وحدها. إذا أردنا بناء سوريا جديدة، يجب أن يشارك الجميع في العملية السياسية المقبلة.”
مسيرة سياسية حافلة
عبد الباسط سيدا، الذي لجأ إلى السويد عام 1994، بدأ نشاطه السياسي كعضو في حزب كردي معارض للنظام السوري. في السويد، واصل مسيرته كمعلم للغات وأكاديمي، إلى جانب دعمه للمعارضة السورية. وخلال الربيع العربي، برز كواحد من أبرز وجوه المعارضة، حيث أجرى مقابلات مع وسائل إعلام دولية وشارك في لقاءات مع قادة عالميين لدعم الثورة السورية.
ورغم عدم لقائه بأحمد الشرع، المعروف بأبي محمد الجولاني، قائد هيئة تحرير الشام، أعرب سيدا عن مخاوفه من أن تتحول سوريا إلى دولة أصولية تحكمها الشريعة الإسلامية. وأوضح: “الجولاني وعد باحترام حقوق جميع المكونات الدينية والعرقية، لكن المزج بين السياسة والدين غالبًا ما يؤدي إلى نتائج كارثية.”
أبعاد الدعم الدولي
ويرى سيدا أن السيطرة السريعة للإسلاميين في سوريا لم تكن لتحدث دون موافقة ضمنية من قوى كبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا، إلى جانب أطراف إقليمية كتركيا وإسرائيل. وقال: “الاتفاقات التي تمت بين هذه الأطراف ستنكشف لاحقًا، لكن أي نظام متشدد سيؤدي إلى عزلة سوريا عن العالم وتفاقم أزماتها.”
كما حذر من أن اتباع النهج المتشدد سيضع سوريا في وضع مشابه لحكم طالبان، مؤكدًا أن هذا المسار سيؤدي إلى عزلة دولية وصراعات داخلية مريرة. وأضاف: “إن استمروا بهذا النهج، سيصبحون كطالبان، معزولين دوليًا ومحاصرين بصراعات داخلية ودولية.”
رؤية حذرة للمستقبل
عبر سيدا عن رؤيته الحذرة لمستقبل سوريا، مشيرًا إلى أن الحل يكمن في بناء نظام ديمقراطي شامل يضمن حقوق جميع المكونات الدينية والعرقية. وأكد أن هذا النهج هو السبيل الوحيد لتجنب العزلة الدولية والصراعات المتفاقمة، وقال: “سوريا بحاجة إلى نظام يضع الجميع على قدم المساواة ويجنب البلاد المزيد من العزلة والأزمات.”