SWED 24: تواجه ألمانيا أزمة سياسية حادة بعد إقالة المستشار أولاف شولتس لوزير ماليته وزعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي الحر (FDP)، كريستيان ليندنر. جاءت هذه الإقالة بعد مطالبة ليندنر بإجراء انتخابات مبكرة، وهو ما رد عليه شولتس بفصله من منصبه.
وقال شولتس في مؤتمر صحفي: “قدمت اقتراحاً لليندنر اليوم، لكنه رفضه”، مشيراً إلى تصاعد التوترات داخل الائتلاف الحاكم.
المحلل جونا كيلغرين يشير إلى أن أوروبا تواجه حالياً مستقبلاً غامضاً، مستشهداً بقول يُنسب إلى فلاديمير لينين: “هناك عقود لا يحدث فيها شيء، وهناك أسابيع تحدث فيها عقود”. فمع وصول نبأ فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، سرعان ما بدأت وسائل الإعلام الألمانية تتحدث عن أزمة حكومية وشيكة في برلين.
وكان هناك تصاعد في التوتر داخل الائتلاف الحاكم المكون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وحزب الخضر، وFDP، حيث بدأت هذه الأحزاب تتخذ مواقف متباينة مع انخفاض شعبيتها، تمهيداً للانتخابات القادمة. الاشتراكيون والخضر والليبراليون لديهم أجندات سياسية متباينة للغاية، مما زاد من تعقيد إدارة الحكومة.
ليندنر، الذي طالب بتخفيضات ضريبية وتخفيف القوانين البيئية وتقليل البيروقراطية، ضغط بشدة مطالباً بانتخابات مبكرة.
وبدا أن ليندنر لم يجرؤ على الانسحاب من الحكومة بشكل مباشر، فاختار بدلاً من ذلك تصعيد مطالبه حتى وصلت الأمور إلى نقطة لا يمكن تحملها، مما دفع شولتس لاتخاذ قرار الإقالة.
وخلال المؤتمر الصحفي، لم يتردد شولتس في انتقاد ليندنر قائلاً: “لقد خرق ليندنر ثقتي بشكل متكرر. لا يمكن إدارة الحكومة بهذه الطريقة”.
مستقبل مضطرب
وسيواصل شولتس الحكم مع حزب الخضر في حكومة أقلية حتى كانون الثاني/ يناير المقبل، حيث من المقرر أن يُجري تصويتاً على الثقة في 15 يناير. ويأمل شولتس في كسب دعم الحزب الديمقراطي المسيحي المعارض، ولكن في حال فشله، قد تتجه البلاد إلى انتخابات مبكرة متوقعة في منتصف اذار/ مارس.
وبهذا، تواجه أوروبا فترة حرجة يتزامن فيها تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة مجدداً، وضعف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سياسياً، وانشغال شولتس بالتحضير لانتخابات جديدة قد تكون حاسمة.
ويبدو أن الأحداث الكبرى قد تتحقق في أسابيع أو أشهر قليلة، ما يجعل المستقبل الأوروبي غامضاً ومليئاً بالتحديات.