ما حدود القبول بوظيفة في شركة بالسويد، يملكها رب عمل مهاجر “فاسق وفاسد”، تُذل المرء وتُهين قدراته وتستصغر كفاءاته؟ إذا كان المرء محتاجاً أشد الحاجة للعمل؟
إلى أي حد يتحمل الشخص البقاء في وظيفته، عندما يحّول المدير الموظفين العاملين معه الى “عبيد” يطبقون قوانينه الخاصة، ويرضون نزواته الصبيانية، عندما يحاول المدير استمالة موظفيه، النساء خاصة بطرق ملتوية، وعندما يفشل في ذلك يلجأ الى اهانتهن واستحقارهن والقاء اللوم عليهن في كل صغيرة وكبيرة تحصل في العمل؟
الحصول على عمل في السويد أمر ليس بالسهل، وخاصة عندما لا يكون المرء من سكان البلد الأصليين، بمعنى انه لا ينحدر من جذور سويدية، بغض النظر عن القدرات الذهنية والخبرات المهنية التي يملكها المرء والتي قد تفوق امكانات أبناء البلد في بعض الأحيان.
استغلال القانون لإرضاء العقد والأمراض النفسية
رغم أن القانون في السويد يحمي الحظيرة الإنسانية من اعتداءات أفرادها ضد بعضهم البعض، إلا أن ما يحصل في (بعض) الشركات التي تعود الى القطاع الخاص، ويديرها أرباب عمل من أصول مهاجرة تحديداً، لم يوقعوا على “اتفاقات العمل الجماعية”، يمارسون أبشع الطرق في الاستغلال والتحرش، هو هروب من القانون والالتفاف عليه، لإشباع مركب النقص في شخصياتهم الهشة المليئة بالعقد النفسية والأمراض الاجتماعية، وتضخيمها .
هؤلاء يمارسون سلطاتهم بشكل مخزي ويسمحون لأنفسهم باستعباد الموظفين وتحويلهم الى أداة لإرضاء عقدهم النفسية التي لا تتناسب مع طبيعة العمل بشكله المهني المحترف، بل تكون أقرب الى إرضاء نزوات المدير الشخصية الآنية تلك التي يعتقد انها تمنحه مكانة وهيبة لدى موظفيه، وذلك أبعد ما يكون عن الحقيقة.
مدراء لا يفقهون بأنفسهم شيئاً مما يتحدثون به، يديرون العمل بطرق عفى عليها الزمن، يحورون القوانين حسب رغباتهم بمطاطية تناسب مقاسات أدمغتهم المنغلقة، مستفيدين للأسف من الثغرات الموجودة في القوانين السويدية أو في بعض الأحيان من تغافل السلطات عنهم.
“لن تشتروا الناس بأموالكم “!
يعتقد بعض أرباب العمل ان ما يملكونه من أموال تبيح لهم فعل ما يشاءون، يكذبون، يهينون، يستحقرون، يتمادون ويتحرشون بالنساء الموظفات لديهم. ينصبون أنفسهم أولياء على الموظفين فيما يُقاس تقدم الموظف بالعمل من خلال موالاته لـ “الوالي” بغض النظر عن صحة ما يقوم به وهناك بالتأكيد من يبرع في التملق ومسح الجوخ والتبويق، يعتقدون ان ذلك سيملأ نواقصهم ويجعلهم في مساواة مع من حافظوا على أنفسهم ومبادئهم وكرامتهم، وتلك مفاهيم لا تُشترى بثمن ولا تُغني الغني بنفسه والملتزم بمبادئه.
ان يتحول الانسان بإرادته الى مسخ يخيف الآخرين، أمر مقيت لا يرضاه شخص سليم العقل نقي الروح.
في العادة، لا يُلزم الكثير من أرباب العمل هؤلاء أنفسهم بالانخراط في اتفاقيات العمل الجماعية، التي تنظم المعاشات وأوقات العمل حيث يكون للنقابات الحق في التدخل في حال حصول اعتداء على الموظف، وذلك لضمان أن يكون رب العمل قادرا على سن قوانينه الخاصة غير المكتوبة وفقا لما يشاء وارغام موظفيه بطريقة أو بأخرى على القبول بها ليس فقط لجهة ان الحصول على عمل في السويد هو أمر صعب، بل أيضا لان الموظف يفقد بعضا من حقوقه عندما يقيل نفسه عن العمل، وهي أمور يفترض أن تكون على طاولة النقاش في المجتمع والنقابات والأحزاب البرلمانية.
المضحك المبكي في وقتنا هذا، ان الإنسان الملتزم بكرامته ومبادئه، الذي لا يقبل الاعتداء والإهانة من أحد قد يُشار اليه بالضعف أو الغباء لأنه لم يستغل فرصته في الصعود السريع، يفوتهم أن مثل هذا الصعود يقابله نزول أسرع، لكن بعد أن يخسر الإنسان نفسه وما فائدة ذلك إن ربح العالم كله!