نشرت صحيفة “aftonbladet” صباح اليوم السبت، قصة رجل مسن وهو ميت في منزله منذ أربعة أعوام بشقة في نورشوبينغ من دون أي رد فعل من أحد.
وذكرت الصحيفة ان موت الرجل ويدعي لارش كارلبورغ، 82 عاماً أُكتشف من قبل الموظف المسؤول عن فحص وصيانة التهوية في الشقة والتي تجري مرة كل ستة أعوام.
وحاول الموظف الاتصال بالرجل المسن مرات عدة الا انه لم يحصل على أي رد وبعد محاولات عدة وفي صباح يوم 12 نيسان/ ابريل من هذا العام، وصادف يوم ثلاثاء الذي يسبق عيد الفصح، طرق الموظف باب الرجل المسن للمرة الأخيرة وعندما لم يرد أحد فتح الباب بالمفتاح الذي لديه بحكم عمله.
وتفاجأ الموظف بكومة البريد الملقاة على عتبة الباب، حينها أدرك ان شيئاً ما ليس على ما يرام.
وبعد الساعة التاسعة صباحاً بقليل، جرى إبلاغ الشرطة الى الشقة، ليكتشف ان لارش كارلبورغ مات في منزله منذ فترة طويلة.
ولم يتمكن الأطباء الشرعيين من تحديد سبب وفاة كارلبورغ بسبب الحالة التي آلت إليها جثته وبسبب عمره الكبير خلص الأطباء الى ان موته كان طبيعياً وبسبب المرض.
ولم تتمكن الشرطة من تحديد الوقت الذي توفي فيه كارلبورغ بالتحديد، لكنها خمنت ان يكون في وقت ما خلال صيف 2018 بعد فترة وجيزة من 25 يونيو/ حزيران، حينها كان كارلبورغ قد تسوق للمرة الأخيرة.
وفي هذا الوقت تحديداً كانت السويد قد اهتزت من أنباء العثور على العبقري الموسيقي تيم “أفيتشي” ميتاً في أحد فنادق عمان، وصادف ايضاً ان صيف ذلك العام كان الأشد سخونة مما تسبب في اندلاع حرائق واسعة في الغابات، وبعد عام ونصف العام من ذلك خيم على العالم بأجمعه وباء كوفيد 19.
وخلال كل ذلك، كان جسد كارلبورغ ملقاة في شقته ميتاً لما يقرب من أربع سنوات قبل ان يتم اكتشافه.
الجيران في عالمهم
بعد الكشف عن جثة كارلبورغ، وزعت الشرطة منشورات على الجيران وطلبت من أولئك الذين يعرفون أي شيء عن كارلبورغ الاتصال بهم، إلا ان أحداً لم يعرف شيء.
وقال جيمي لاغركفيست أحد سكان المبنى المكون من ثلاث طوابق الذي كان يسكن فهي كارلبورغ للصحيفة، إنها قصة مأساوية، ان يكون أحد الجيران ميت في بيته ومن الغريب اننا لم نلاحظ أي شيء.
وعلى الرغم من لاغركفيست وكارلبورغ كانا يعيشان في نفس البناية منذ عام 2016 الا انهما لم يتقابلا قط على الدرج ولم ير أحداً الاخر في شرفته.
تقول احدى جارات كارلبورغ: إذا لم يكن لديك أقارب فمن السهل أن تكون هكذا، لكن من الغريب ألا يلاحظ المرء اختفاء أحد افراد البناية لسنوات عدة.
من كان لارش كارلبورغ؟
لم يكن لدى كارلبورغ أطفال ولم يتزوج قط. ماتت أخته الوحيدة قبله.
كان لديه خدمة منزلية لفترة، لكنه ألغى ذلك. كان معزولاً تماماً في الفترة الأخيرة من حياته.
في متجر إيكا المحلي، كان هناك من يتذكر كارلبورغ، اذ تقول ليزا لورينز وعيناها تمتلىء بالدموع عندما ترى صورة كارلبورغ: “نعم أتذكره، اعتاد التسوق هنا في بعض الأحيان. لقد كان لطيفاً للغاية رغم انه لم يتحدث أبداً. وكان يرتدي دائماً ربطة عنق وقميصاً وسترة تحت معطف طويل”.
وتتابع: “كان يبتسم ابتسامة خفيفة عندما يتسوق. لم يكن يقل شيء عن نفسه او أي شيء اخر. لكن كان من السهل معرفة انه شخص لطيف.
تقول لورينز، 63 عاماً والتي تعمل في ايكا منذ 40 عاماً: “مريع. ينبغي ان نكون أكثر حرصاً بشأن الأشخاص الذين من حولنا”.