قُتل 19 تلميذاً صغيراً وبالغين اثنين عندما أطلق مراهق يبلغ 18 عاماً النار في مدرسة ابتدائية في تكساس الثلاثاء قبل أن ترديه الشرطة، في مأساة تغرق الولايات المتحدة مجدداً في كابوس لا تنفكّ تتوالى فصوله.
بايدن: متى سنقف بوجه لوبي الأسلحة؟
بعد المجزرة، طالب الرئيس الأميركي جو بايدن مجدداً بوضع ضوابط لقطاع الأسلحة نارية. وشدد الرئيس الذي بدا عليه التأثر في كلمة رسمية في البيت الأبيض على أن الوقت حان “لتحويل الألم إلى تحرك”.
وسأل “متى، حبّاً بالله، سنقف بوجه لوبي الأسلحة؟” مضيفاً “أنا مشمئز وتعب” من حوادث إطلاق النار المتكررة في الأوساط المدرسية.
في البيت الأبيض أيضاً، قالت نائبة الرئيس، كامالا هاريس إن الكيل طفح، واصفة الحوادث المرتبطة بالأسلحة النارية بـ”الآفة الوطنية”. وتوجهت هاريس بالكلام إلى الكونغرس العاجز عن إصدار التشريع المناسب رغم هذه المآسي.
أما رئيسة مجلس النواب الأميركي، الديمقراطية نانسي بيلوسي، فنددت في بيان بهذا العمل “المقيت الذي سلب مستقبل أطفال أحباء. ما من كلام يصف الألم أمام هذه المجزرة التي ارتكبت بدم بارد وذهب ضحيتها تلاميذ صغار ومدرس”.
رسمياً، أمر البيت البيض بتنكيس الأعلام في كل الإدارات الرسمية “تكريماً لضحاياً” يوفالدي.
قتل الضحايا بشكل مروّع
من جهته، قال حاكم ولاية تكساس، الجمهوري غريغ أبوت، في مؤتمر صحافي إنّ المهاجم “أطلق النار وقتل الضحايا بشكل مروّع ومجنون” في مدرسة ابتدائية في بلدة يوفالدي الواقعة علة بعد 130 كيلومتراً تقريباً غرب سان أنطونيو.
هوية المهاجم ودوافعه
يدعى مطلق النار سالفادور راموس وقد قتل بدوره أثناء تبادل لإطلاق النار مع الشرطة. ولم تعرف دوافع الهجوم بعد. وقال مسؤولون في دائرة الأمن العام في تكساس إن الشرطة أردته.
وكان مطلق النار يحمل بندقية واحدة على الأقل على ما أوضح السرجنت إريك إسترادا عبر شبكة “سي إن إن”.
ويبدو أن سالفادور راموس الأميركي الجنسي استهدف جدته أولاً التي لم يتضح وضعها الصحي، بعد قبل أن يتوجه إلى المدرسة في سيارة لارتكاب هذه المجزرة.
أطفال دون العاشرة
وقع إطلاق النار في مدرسة روب الابتدائية التي تستقبل أطفالاً دون العاشرة في يوفالدي. ووفق بيانات سلطات تكساس فقد ارتاد المدرسة خلال العام الدراسي 2020-2021 أكثر من 500 طفل، 90 % منهم تقريباً من أصول أميركية-لاتينية.
وأظهرت أشرطة فيديو عرضت عبر وسائل الت
ويُغرق هذا الهجوم الولايات المتحدة مرة جديدة في مآسي عمليات إطلاق النار في الأوساط التعليمية مع ما يرافق ذلك من مشاهد مروّعة لتلامذة تحت تأثير الصدمة تعمل قوات الأمن على إجلائهم ولأهالٍ مذعورين يسألون عن أبنائهم.
الحادثة الأكثر دموية منذ عشر سنوات
تعيد المجزرة إلى الأذهان مأساة مدرسة ساندي هوك الابتدائية في كونيتيكت حين قتل مختل عقلياً في العشرين من العمر، 26 شخصاً من بينهم أطفال تراوح أعمارهم بين 6 و7 سنوات قبل أن يقدم على الانتحار.
ودعا كريس مورفي السناتور الديمقراطي عن تلك الولاية الواقعة في شمال شرق الولايات المتحدة زملائه إلى التحرك مؤكداً أنه “يمكن تجنب” هذه المآسي. وأكد “هذه الحوادث تقع فقط في هذا البلد وليس في أي مكان آخر. فما من بلد آخر يفكر فيه الأطفال عندما يتوجهون إلى المدرسة أنهم قد يتعرضون لإطلاق نار”.
وصدمت الولايات المتحدة أيضا بعملية إطلاق نار وقعت داخل مدرسة ثانوية في باركلاند في ولاية فلوريدا في 2018 حين قُتل 17 شخصاً غالبيتهم من المراهقين برصاص طالب سابق.
وأظهرت أشرطة فيديو عرضت عبر وسائل التواصل الاجتماعي أطفالاً يتم إجلاؤهم على عجل وهم يركضون ضمن مجموعات صغيرة إلى حافلات مدرسية صفراء أمام المدرسة.
نقاش عقيم
من شأن إطلاق النار الجديد أن يثير صدمة مضاعفة خصوصاً وأن الضحايا من الأطفال، وأن تجدد الانتقادات حول الانتشار الواسع للأسلحة النارية في الولايات المتحدة مع غياب الأمل في إقرار الكونغرس لقانون وطني طموح حول هذه المسألة.
تشهد الولايات المتحدة عمليات إطلاق نار شبه يومية في الأماكن العامة وتسجّل المدن الكبرى على غرار نيويورك وشيكاغو وميامي وسان فرانسيسكو ارتفاعاً لمعدل الجرائم التي ترتكب بواسطة أسلحة نارية، خصوصاً منذ بدء الجائحة في العام 2020.