المهندسة ومصممة الأزياء العالمية اكراميني نوري، شخصية عراقية مبدعة، تحمل الجنسية السويدية، أسست مؤسسة “إكراميني” التي تسعى من أجل الدمج بين الثقافات المختلفة من خلال عروض ممسرحة وعروض حيّة بفكرة اساسية وهي نشر رسالة انسانية الى العالم بأن لا حدود بين الناس أياً كانت افكارهم، توجهاتهم أو اهتماماتهم الكل سواء في الانسانية.
تقول اكراميني لـ SWED 24 “عشت تنقلات كثيرة في حياتي، من بلد الى بلد، تقريباً زرت معظم بلدان العالم، وتعرفت على ثقافات كل بلد، وأحببت الربط بين ثقافات هذه البلدان وبين الثقافة العراقية والعربية بشكل عام”.
انطلقت اكراميني في مشروعها من السويد الى عواصم عربية وعالمية، ولاقى مشروعها نجاحاً وقبولاً من الجمهور، وحاليا تعمل على مشروع جديد من العراق.
نص الحوار أدناه:
اكراميني من يريد اجراء حوار معك يحتار من أين يبدأ وكيف يقدمك.. من هي اكراميني التي تتميز بالتنوع في نتاجاتها؟
اكراميني عراقية تحمل الجنسية السويدية، مررت في حياتي بالكثير من التنقلات، في مختلف الجوانب، وهذه التنقلات لوّنت شخصيتي، وبالتالي أعمالي بالتنوع، فهي اعطتني طابع التنوع.
هناك شخصيات تميل الى التوسع العمودي، حيث يزيد عندهم التخصص أو الدقة، و هناك شخصيات تميل الى التوسع الأفقي، فيكون التنوع هو السمة المميزة لشخصياتهم. أنا من الأشخاص ذوي التوسع الأفقي و أحب كل الاتجاهات التي درستها، ولهذا أعتقد أن طابعي أصبح مميزاً، لأنني في كل مجال أدخله تنشأ علاقة حب مع عملي، أغوص في أعماقه، لهذا يبدو كما لو أنني متخصصة في كل مجال أدخل فيه.
كيف تجدين مساحة التنافس المتاحة بين شركتكم وكبريات دور الأزياء في السويد وأوروبا خصوصا؟
المقارنة ستكون غير منصفة لأن من شروط المنافسة هو تشابه العمل المُتنافس عليه. لا يمكن أن أقارن بين شركة “اكراميني” ودور الأزياء العالمية. شركتي ليست تحت عنوان، دار أزياء، فالعنوان الذي يناسبها، هو مؤسسة للأزياء الممسرحة، حيث فيها المسرح وعناصره، وفيها تصميم أزياء وعناصرها. تصاميمي طابعها حر حيث لا يحدني فصال محدد انما هي قطع اقمشة اسمعها واتحدث معها عدما احاول انتاج قطعه من قطع الملابس، تشدني الوانها وتخبرني مع اي قطعة تحب ان ترتبط معها بخيوط حريريه من سنارتي. كل قطعه هي منفرده بحد ذاتها فلا يمكنني تكرار التصميم حيث ان قطع الاقمشة هي مقتنياتي في كل رحله اقوم بها ومن كل بلد زرته احمل معي تاريخ وحضاره فنيه مطرزه باقمشة قطنيه وحريريه ولايمكن ايجاد هذه القطع الا بعد قطع اميال بعيده ورحلات سفر متكرره. وبعد ان تنتهي قصة الحب بين هذه القطع لتتوج بعبائه او ثوب او ستره مميزه فهي الان مستعده ان تخوض تجربه التمثيل لترتديها احدى العارضات وتقص قصة من نسج افكاري تروي شيئا من مغامراتي في ترحالي لاجمع الثقافات بين البلدان. فانا احاول ان اجمع ما شتته البعد الرقمي بما يطلق عليه وسائل التواصل الاجتماعيه. كل هذا يجعل مؤسسه اكراميني متفرده في هذا المجال واكاد اجزم انني الوحيده عالميا في هذا المجال.
تصاميمك للأزياء يُلاحظ عليها الألوان الزاهية والقوية والمتنوعة وهي تعكس ربما روح الشرق والعراق، هل لا تزال هذه الجذوة او روح اللون إذا صح التعبير هو عامل ومحرك رئيسي في اعمالك ونتاجاتك رغم قتامة واقع اليوم الرمادي والحروب والأوبئة التي طغى عليها الأسود؟
كما ذكرت سابقاً ان ما اقتنيه من قطع اقمشه وخيوط هو مرهون بالمكان الذي ازوره لاجمع ما تسع حقيبتي من فنون طرزتها ايدي جميله فنيه وصنعتها انامل تمتلك من الحرفيه ما يجعل كل قطعه تتحدث بصوت اكاد اسمعه يروي ماضيهم وحاضرهم. ولنكون موضوعيين فالدول الاوربيه وتحديدا الاسكندنافيه تتأثر بمناخهم الغائم والذي وصفته بالاسود. الاسود والابيض والرمادي الوان ضروريه جدا لانها تحدد الخطوط العريضه في لوحه الفنان ولكن لابد من البحث عن اشراقه الشمس ونقاء لون البحيرات في هذه العتمه ولذلك اشعر انه من الضروري ادخال الالوان الصارخه المتحدثه لتكسر سكون السواد الاسكندنافي.
عن مؤسسة اكراميني، ممكن تعرفيها لمتابعينا؟ متى تأسست وهل نشاطاتها مقتصرة على السويد؟ ماهي أبرز نشاطاتكم خلال السنوات الأخيرة وكيف تتطلعون للمستقبل؟
مؤسسة “اكراميني” هي مؤسسة سويدية، البداية كانت متواضعة، اعتمدت فيها على نفسي، ومتطوعين. واقصد بالمتطوعين اي المشاركين مقابل اسم وخبره في مجالات مختلفه منها التمثيل وعروض الازياء والموسيقى والتلحين والمونتاج السينمائي والتصوير الفوتوغرافي وغيرها من الوظائف التي تضمها المؤسسة.
ولكن بعد تكريمي بلقب “المتحدية” في بلديه كرونوبيري السويدية بدأت رحلتي لتوسعه المؤسسة وايجاد طرق اخرى تدعوا الى الاندماج. وشيئاً فشيئاً أصبح لأعمالنا طابعاً تخصصيّاً و انطلقت طموحاتي من السويد الى خارجها، حيث عملت عروض أزياء ممسرحة كثيرة في لندن ودبي والمغرب، وشعرت بأهمية الرسالة التي احملها في ثنايا اعمالي.
طبيعة عملي بالازياء لا تمكنني من الانتشار كمصممة ازياء تقليدية. لأن التصاميم التي أعملها هي عمل يدوي، لا يمكن أن أوفر عدد كبير بكميات تجارية، حتى لو قمت بتعيين موظفين اكثر، لأنه لا يمكن أن نصل الى الكميات التجارية. فتوفير قطع بعدد كبير يحتاج الى نظام لا يتوفر في عملي. ولذلك تم التركيز على العروض الممسرحة لانها هي ما اتفرد به وما اسعى الى ايصاله للساحه العربيه حيث أعمل الآن على إدخال فكرة عروض الأزياء الممسرحة، إلى العراق، وأعتقد وجدت صدى جميل هناك، وأتمنى أن يتم العمل وأن أتوفق فيه.
في أعمالك نلاحظ أنك تمزجين بين الثقافة العربية والثقافات الأخرى، بعد كل هذه السنوات والاستقطاب الشديد وحتى الصراع بين الثقافات كيف تقيمين هذه التجربة؟
دمج الثقافات كتجربة، أحببتها جداً، فأثناء العمل اكتشفت قابليتي على الدمج بين قطبين متنافرين، من خلال ايجاد نقاط التشابه، وأبرزها، وهذا ليس في العمل فقط، وانما في حياتي الشخصية، حيث أمتلك موهبة اقناع الأقطاب المتنافرة وجعلها متجاذبة. وفي عملي عملت مع جنسيات مختلفة كثيرة. بالتأكيد تعرضت لتحديات كبيرة، لأن العناصر التي تشترك بالعمل، ليست كلها متشابهة، وليس لديها نفس الرغبات، والطموحات. فاكتسبت خبرة كيف أعمل مع عشرات الشخصيات التي جاءت من ثقافات مختلفة، وبلاد مختلفة، وحتى أعمار وأمزجة مختلفة.
ولإنجاح اي عمل عليك ان تدع الانانيه جانباً لانها تسمم العمل وتحبطه فمن المهم ان اجمع بعملي من يتحلى بروح العمل الرياضيه وترك السلبيه والانانيه بعيدا عن اجواء العمل.
تستخدمين أسلوب الأزياء في عروض مسرحية ويكاد يكون هذا الأسلوب بالفعل مميز ونادر، ما الذي تهدفين له من هذا؟
إدخال المسرح مع الأزياء، لم يكن هدفي في البداية بصراحة، لكن الفكرة جاءت بشكل تدريجي. في البداية كانت العروض استعراضية، وليس عرض أزياء تقليدية، لكن بعد ذلك وجدت نفسي بين عدة ثقافات منذ استقراري في السويد، فالسويد عالم منفتح على ثقافات أخرى، ولكن في نفس الوقت وجدت تشابهاً من خلال خبرتي في العمل مع هذه الثقافات. فخطر ببالي الربط بين هذه الثقافات من خلال عمل قصة تربطهم وتكون كأنها خيمة تدخل من خلالها عروض الأزياء. وما اهدف اليه هو التركيز على التقاء الحضارات وجمع اقطابها المتباعده من خلال قصه تروى على المسرح بازياء من تصميمي بتكون داخل اطار ثقافي. فان صح التعبير مؤسسه اكراميني تهدف ان تكون حاظره في الندوات الثقافيه والمحافل الدوليه والمهرجانات الفنيه كعنصر مهم في ايضاح رساله التمازج بين الحضارات من خلال عرض ازياء مسرحي يروي تاريخ وثقافه الدوله المستضيفه.
اكراميني، مع المهندس زيد وأحمد وشريك
عن مؤسسة “إكراميني”
تم إطلاق مؤسسة “اكراميني” في السويد في العام 2008، بإشراف مالكتها المهندسة ومصممة الأزياء العالمية اكراميني نوري.
هدفها هو الدمج بين الثقافات المختلفة من خلال عروض ممسرحة وعروض حيّة بفكرة اساسية وهي نشر رسالة انسانية الى العالم بأن لا حدود بين الناس أياً كانت افكارهم، توجهاتهم أو اهتماماتهم الكل سواء في الانسانية.
تسعى “اكراميني” دائماً الى توسيع نطاق عروضها واعمالها لتشمل جميع الدول، وهذه المرة تذهب بأعمالها وعروضها المسرحية الى دار السلام بغداد بعد ان كانت بعيدة عنها لأكثر من 25 عاماً.
ترى اكراميني أن ما حققته من اسم وبراند وشهرة واسعة على نطاق اوروبا والشرق الأوسط هو بداية مهمة لانطلاقة اوسع لها في وطنها الأم العراق.
تتوجه اكراميني لاستقطاب اهتمام ورعاية المؤسسات المعنية بالثقافة والفنون والأزياء في العراق وتحرص على ادامة أطر وأسس التواصل معهم لأجل اظهار صورة مشرقة ومغايرة عن وطنها الذي عانى الكثير على مدى السنوات الماضية، والاهمال الملحوظ خاصة في مجال الفنون الثقافية ذلك من خلال تقديم عروض ممسرحة وعروض تراثية وحضارية ترفيهية على أرض الوطن.
تشارك اكراميني عائلتها في ادوار مختلفة في المؤسسة، حيث يأتي دور كل من بنتيها سارة وسوزان المتخصصات في مجال الطب، دورهن واضح في الافكار الفنية الخلاقة والتصوير والمشاركة في بعض العروض ايضاً.
وابنائها زيد مهندس السوفتوير في هندسة الصوت والتأليف الموسيقي. كما له الدور الابرز في صناعة وادامة موقع اكراميني واطلاقه الى السوق. واحمد الذي يدرس في مجال الطيران، يشارك في التمثيل.
أما رشا وهي مهندسة سوفتوير ايضاً، تلتزم الجانب الاداري والاعلامي للمؤسسة والتواصل والعلاقات العامة.
ويظهر دور دانية، وهي تدرس في مجال الصيدلة، واضحاً من خلال المشاركة في عروض الأزياء.
كما تتضمن مؤسسة اكراميني فريق متكامل من مختلف الجنسيات منهم سويديين وآخرين يعملون معاً كخلية واحدة لإنجاح كل عمل ينطلق من هذه المؤسسة.
للتواصل مع مؤسسة “إكراميني”:
webbsite: ikramini.se
Instagram: ikraminiart
Facebook: ikramini
Youtube: Ikramini