قال المستشار الأقدم في مركز بالما الدولي، والخبير المتخصص في قضايا النزاعات والسلام د. ثائر كريم إسماعيل إنه “سيستغرب جداً جداً إذا قررت السويد الانضمام الى حلف الناتو”، نظراً “للتاريخ الطويل من سياسة عدم الانحياز التي تشتهر بها”.
جاء ذلك في تصريح خاص لـ “Swed24” حول الجدل الدائر حاليا في السويد بصدد الانضمام الى الناتو.
وأضاف أن ” موضوع الانضمام الى الناتو، هو موضوع أساسي في اللحظة السياسية الراهنة في السويد. فهناك توجه جاد لمناقشة هذا الموضوع، والمطالبة بتحليلات دقيقة لإيجابيات وسلبيات هذا الانضمام”، مشيراً إلى أن “الطبقة السياسية عموما تعرف، خاصة الحكومة الاشتراكية الديمقراطية الحاكمة، أن الشعب السويدي واعي كثيراً لمخاطر هذا الانضمام، ومخاطر زج السويد في صراعات سياسية وعسكرية وأمنية لا طاقة للسويد لها”.
وأوضح أن “هناك معرفة أيضاً، بأن التقديرات الايجابية التي ظهرت بعد حرب بوتين على أوكرانيا والتي حفزت كثيراً موضوع الانضمام لحلف الناتو، كانت تقديرات عاطفية، أكثر مما هي تقديرات لها بعد تحليلي سياسي عميق وأكثر عقلاني.
هناك أيضا معرفة من قبل الطبقة السياسية عامة وبين الشعب السويدي، بأن هناك منافع كبيرة للبديل التاريخي للسويد وهو عدم الانحياز الى الأحلاف العسكرية وقبله أيضا، مبدأ الحياد التام تجاه هذه الأحلاف”.
ونوه الخبير إسماعيل بالشعبية الكبيرة “التي تحظى بها السويد في العمل ضمن إطار الأمم المتحدة والحلول السلمية للنزاعات، والمفاوضات السلمية، والحوار السلمي لحل النزاعات المسلحة والصراعات، وتفادي الحروب، وهناك توجه قديم بين أوساط الشعب السويدي ومنظمات المجتمع المدني، وأوساط مهمة من الطبقة السياسية السويدية للعمل على تخفيض التسليح والعمل على درء العالم من خطر الحروب، خاصة الآن من خطر الحروب النووية”.
وعبر عن اعتقاده بأن هذا الموضوع “سيكون في صلب التحليلات القائمة حول الانضمام لحلف الناتو”، مشيراً إلى أنه “إذا كان سيصدر قراراً إيجابيا في الانضمام الى الحلف، فأنا شخصيّاً سأكون جداً جداً مستغرباً لان ذلك يعني القطيعة مع تاريخ كبير وإرث تاريخي كبير في مجال الحلول السلمية للصراعات المسلحة”.