رفض الدكتور محمد آل حسوني، وهو طبيب أختصاص أسرة من أصول عراقية وناشط اجتماعي يقيم في ستوكهولم، اعتبار الطريقة التي يتم فيها استقبال اللاجئين الأوكرانيين في السويد وأوروبا، بأنها “تمييز”.
وقال في تصريح خاص لـ”Swed 24″: “ليس هناك تمييز في طريقة تعامل الحكومات مع اللاجئين من أوكرانيا. لكن طريقة التعامل هنا مختلفة، لأن القضية تخص الأمن الأوروبي، فالحرب تدور داخل حدود أوروبا، وان العدو مشترك، وإذا سألتني كيف أن العدو مشترك، أقول لك، قبل يومين أو ثلاث قام بوتين بتهديد السويد، وتهديد فنلندا في حالة ارتباطهم بالناتو سيعاقبهم عسكريا، أي أن هناك تهديد عسكري لشعوب آمنة، لا تريد الحرب”.
وأضاف: ” حينما يستقبلون الأوكرانيين بهذه الطريقة، هذا لأنهم منحوهم إقامة مباشرة، وبدون طلب لجوء، تحت بند إقامة الهجرة الجماعية، وطلبوا منّا نحن الذين نعمل في قطاع الصحة ان نقدم للمهاجرين الأوكرانيين، كل ما نقدم لمواطني البلد. وهذا ما كان يختلف مع طالبي اللجوء سابقاً، لأن طالب اللجوء الذي لم يكن قد حصل على الإقامة كانت الخدمة تقدم له فقط في الحالات الطارئة”.
وشدّد آل حسوني على أن “القضية هي قضية أمن داخلي، وقضية تهديد مشترك، وقضية هجرة لأكثر من مليون ونصف المليون خلال أسبوعين”، مؤكداً أن “قضية قبول اللاجئين لا تعتمد على اللون والأثنية”.
الهجرة من الشرق الأوسط حدثت بسبب الصراعات الداخلية
وحول موجات الهجرة القادمة من بلدان الشرق الأوسط قال: “هذه الموجات حدثت بسبب حروب داخلية، وبسبب صراعات طائفية وحروب أثنية، وبسبب عدم قدرة الحكومات الضعيفة على توفير الأمن لمواطنيها، لذلك ألزمت الدول الأوروبية بحسب القانون الدولي، بأن على الدول الأعضاء إعطاء اللجوء للمهاجرين القادمين من بلدان تحدث فيها صراعات ولا تستطيع حكوماتهم توفير الأمن لهم”.
وأضاف: “لنشحذ ذاكرتنا قليلاً لقد وفروا لنا الأمن ووفروا لنا السكن والضمان الاجتماعي والصحي وحصلنا على دلال لم نحصل عليه في بلداننا وحصلنا على فرص تعليم وشهادات عليا وحصلنا على عمل وتم التعامل معنا بنفس الطريقة التي يُعامل بها المواطن الأصلي.
النقطة التي أود التركيز عليها وهي ان من يركز على حالة التمييز العنصري في أوروبا عليه أن ينظر الى صدره وعقله، ويسأل نفسه هذا السؤال: هل كنت عنصريّاً عندما كنت في الشرق الأوسط؟ هل فرحت بإبادة فئة معينة؟ هل فرحت عندما هجم الدواعش على الإيزيديين، هل فرحت عندما قُصف الكرد بالكيمياوي؟ هل فرحت عندما قُتل المتظاهرون في العراق في تشرين؟ أو عندما ضُربت أربيل بالصواريخ الإيرانية؟
كيف تعاملت الدول المجاورة لسوريا مع اللاجئين؟
ولأطرح عليك سؤالاً آخر: عندما حدثت حروب في بلداننا، وأحدثها ما حدث في سوريا، هل تعاملت البلدان العربية المجاورة باحترام مع المهاجرين السوريين؟ سأقول لكم إنهم تعاملوا تعاملاً عنصريا بغيضاً جداً، هل تعامل المسلمون الأتراك، باحترام مع المهاجرين السوريين؟ لقد أخذوا 6 مليارات من الاتحاد الأوروبي لتوفير الخدمات للمهاجرين السوريين، لكنهم استخدموها في تجنيد السوريين لإرسالهم الى جبهات قتال لا ناقة لهم فيها ولا جمل، كما يقول المثل.
وهل تعاملت إيران بإنسانية مع المهجرين والمهاجرين العراقيين في زمن الطاغية؟ في الحقيقة لا. لقد تركوا لهم فرصة عمل واحدة، وهي حمل السلاح وقتال جيش بلادهم، ولم يحصلوا على ضمان صحي، او فرصة تعليم جامعية، أو دراسات جامعية ولم يحصلوا على الجنسية وتم التعامل معهم كمواطنين من الدرجة الثانية، مما دفعهم الى ترك إيران وتركيا واللجوء الى بلدان أوروبا التي منحتهم الجنسية وأعطتهم الضمانات والحياة والحرية والاحترام، وفي أول لحظة يقولون: حدث تمييز. لا عزيزي القضية هنا هي قضية أمن مشترك، وقضية داخلية في أوروبا، تهدد الوجود الأوروبي، وليست تمييزا”.