يعني الإجهاض إنهاء الحمل بواسطة إجراءٍ يُجريه الطبيب. ونتمتع في السويد بحرية الإجهاض وفقاً لقانون الإجهاض، والمرأة الحامل هي التي تقرر بنفسها بشأن الإجهاض. ووفق المعلومات الرسمية التي يقدمها الموقع الحكومي 1177 فإن هناك طرق مختلفة لإجراء الإجهاض؛ فإما أن يتم إنهاء الحمل بواسطة تناول أقراص أو عن طريق عملية جراحية بسيطة.
لدى جميع مَن يجرين الإجهاض أسبابٌ مختلفة. ومهما كان السبب وراء قرار الإجهاض، فكلّ النساء يتمتعن بنفس الحق في الإجهاض. وبغض النظر عن الأسباب وعمّا إذا كان القرار سهلاً أم صعباً، فمن المفيد مناقشة الأمر أو الاستشارة فيه. وتسري هذه الفائدة على المرأة الحامل نفسها وعلى الشخص المشارك في الحمل.
لا يترتب عن الإجهاض صعوبة الحمل في المستقبل.
المرأة الحامل هي صاحبة القرار
ينص قانون الإجهاض على أنكِ أنتِ المرأة الحامل تقررين ما إذا كنت تريدين إجراء الإجهاض أم لا. كما أنه يحق لك أن تغيّري رأيك متى شئت قبل إجراء الإجهاض نفسه. ومن الحكمة أن تتحدثي إلى والد الطفل المرتقب حول ما تريدين أن تفعليه. فإن توصّلتما معاً إلى اتخاذ قرار مشترك تغدو الأمور أكثر يُسراً وسهولة. وعدا ذلك فإنّ القرار هو لكِ وحدَك، وتتخذينه بمحض إرادتك.
إن كنتم طرفاً لا يحق له اتخاذ القرار
ينصّ قانون الإجهاض على أنّ المرأة التي تحمل الجنين في رحمها هي التي يحق لها اتخاذ القرار النهائي بشأن الإجهاض. وقد تشعرون بالإحباط كشريكٍ لعدم القدرة على المشاركة في القرار المتعلق بالإجهاض. من الطبيعي أن تشعروا بنفس المشاعر التي تحملها المرأة الحامل. ومن حقكم أيضاً أن تتحدّثوا عن مشاعركم تجاه الإجهاض المحتمَل. يُمكنكم الاطلاع على مزيد من المعلومات في القسم تحت عنوان: “الاستشارة قبل الإجهاض وبعده”.
متى يمكنكِ إجراء الإجهاض؟
يُحسب الحمل منذ أول يوم من الحيض الأخير، وليس منذ حدوث الحبَل. ويحق لكِ إجراء الإجهاض بدون أن تذكري السبب لأي شخص حتى الأسبوع الثامن عشر (18) من الحمل.
بعد الأسبوع الثامن عشر (18) من الحمل يجب الحصول على إذن من المجلس العام للرعاية الصحية والاجتماعية (Socialstyrelsen) لإجراء الإجهاض. وفي هذه الحالة يجب أن تتوفر أسباب استثنائية تستدعي الإجهاض. وعلى سبيل المثال، فقد تشعرين بأنك كبيرة في السِّن، أو تعانين من مشاكل ناجمة عن تناول المشروبات الكحولية أو تعاطي المخدرات، أو تواجهين سوءاً في الحالة النفسية، أو تعرفين بأنّ الجنين مصابٌ بإصابة خطِرة أو مشوّه. وسوف يساعدك طاقم العيادة في تقديم طلب الحصول على الإذن بالإجهاض.
لا يجوز أن يعطي المجلس العام للرعاية الصحية والاجتماعية إذناً بالإجهاض إذا كان الجنين قادراً على البقاء على قيد الحياة خارج جسم المرأة الحامل؛ ولذلك يُعدّ الأسبوع الثاني والعشرين (22) من الحبل هو آخر أسبوع للإجهاض.
التحضيرات للإجهاض
إن كنتِ حاملاً وتفكرين بالإجهاض اتصلي بإحدى عيادات الإجهاض أو إحدى عيادات الأمراض النسائية. وسوف يحجزون موعدَ فحصٍ لك لمعرفة طول فترة الحمل. ويمنحك ذلك أيضاً الفرصة للتحدث عن طريقة الإجهاض التي تناسبك أكثر. وسوف يعرضون عليك أيضاً فرصة التحدث إلى مستشار أو اختصاصي نفسي.
تختلف الاستعدادات لعملية الإجهاض وفقاً للطريقة التي تقرّرين اتباعها. وعلى سبيل المثال فقد يُطلب منك الامتناع عن تناول الطعام والشراب طيلة الساعات الـ24 السابقة للعمليّة.
كيفية إجراء الإجهاض
هناك عدد من الطرق المختلفة لإجراء الإجهاض. ويُحدِّد طول فترة حملكِ إلى حدٍّ كبير الطريقة الأنسب لكِ. كما أن الروتين يختلف من عيادة إلى أخرى. وغالباً ما تشاركين بنفسك في اتخاذ القرار.
الإجهاض الدوائي
إن الإجهاض الدوائي هو الإجهاض الأكثر شيوعاً في الإجهاضات المبكّرة، أي قبل الأسبوع التاسع (9) من مدّة الحبل. وعند إجراء الإجهاض الدوائي تحصلين على الأقراص من العيادة لتحريض الإجهاض. وقد يبدأ النزيف بمجرّد أن تعودي إلى البيت. وبعد يومين على تناول الدواء عليك مراجعة العيادة. وهناك تحصلين على دواء يسبّب تقلصات في الرحم؛ وغالباً ما يتم إدخال هذا الدواء داخل المهبل. وبعد مضي بضع ساعات في العيادة يحدث لك نزيف يحتوي على كتل، ويتبعه دفع الحمل خارج الجسم. يمكنك تناول مسكّنات إن شعرتِ بألم. ويمكنك الذهاب إلى البيت لاحقاً في نفس اليوم.
قد يُسمح لك بتناول الدفعة الثانية من الأقراص في البيت عوضاً عن مراجعة العيادة. ولكي يمكن إجراء الإجهاض في البيت، يجب أن يوجد معك شخصٌ بالغ دائماً.
من المعتاد أن يحدث نزيف لبضعة أسابيع عقب الإجهاض، شبيهٌ بنزيف الحيض أو أكثر قليلاً. وبعد ذلك يمكنك أن تقابلي اختصاصي الأمراض النسائية أو القابلة أو تتحدثي إليهما. وفي أثناء الفحص اللاحق للإجهاض تُتاح لك الفرصة للتحدث عن كيفية سير الإجهاض ويمكنك أن تجري فحص الحمل.
إن ميزة الإجهاض الدوائي هي أنها طريقة ألطف على الجسم. ويمكن اللجوء إلى هذه الطريقة طيلة الفترة التي يكون الإجهاض مسموحاً فيها. ولكن لا تستخدم كل العيادات الإجهاض الدوائي بين أسبوعي الحمل التاسع والثاني عشر (9 – 12)، وإنما تلجأ هذه العيادات إلى الإجهاض الجراحي في خلال هذه الأسابيع.
الإجهاض الجراحي
يمكن استخدام الإجهاض الجراحي حتى أسبوع الحمل الثاني عشر (12) أو الثالث عشر (13)، ولكن غالباً ليس خلال مرحلةٍ مبكِّرة من الحمل. وهو عبارة عن عملية بسيطة. قد تحصلين أولاً على دواء يتم إدخاله في المهبل من أجل تليين عنق الرحم. وبعد ذلك يجري تخديرك تخديراً عامّاً، ويُدخل الطبيب أداة في الرحم تكون موصولة بجهاز شفط. يجري شفط الجنين والمشيمة بحذر إلى خارج الرحم. يستغرق هذا الإجراء بضع دقائق وتنتهي عملية الإجهاض بأكملها في 20 دقيقة تقريباً. وبعد ذلك تبقين في العيادة بضع ساعات لكي ترتاحي. وعادةً ما يكون النزيف بعد الإجهاض الجراحي أقل من النزيف بعد الإجهاض الدوائي.
الإجهاض المتأخِّر
بعد الأسبوع الثاني عشر (12) أو الثالث عشر (13) يجري الإجهاض دائماً بالطريقة الدوائية، وفي هذه الحالة تستغرق فترة الإجهاض مدّةَ أطول، وتبقين في المستشفى فترةً أطول. ويختلف طول فترة الإجهاض من حالة لأخرى؛ حيث يتراوح من بضع ساعات إلى بضعة أيام، ولكنها تستغرق في العادة نحو يومٍ واحد أو 24 ساعة. وقد يضطر الطبيب أحياناً إلى تجريف الرحم في حال وجود بقايا من المشيمة.
الإجهاض للنساء دون سن 18 عاماً
حتى وإن كنتِ دون سن 18 عاماً فإنك أنت تقررين بنفسك ما إذا كنت تريدين إجراء الإجهاض. إنّ طاقم العيادات مُلزمون بواجب كتمان السرّية ولا يحق لهم أن يخبروا أحداً بمواعيدك. ولكن عندما تكونين دون سن 18 عاماً، فقد يشيرون عليك بإخبار أحد الأشخاص البالغين في البيت بأنك سوف تجرين إجهاضاً. فمن المفيد وجود شخصٍ ما يقدّم لك الدعم والمساندة قبل الإجهاض وبعده.
إن كنتِ لا ترتاحين إلى إخبار أحدٍ ما في البيت بأنك سوف تجرين إجهاضاً فكِّري في التحدّث إلى أحد البالغين الآخرين الذين تثقين بهم – مثل أحد الأقرباء أو الأصدقاء المقرّبين أو المرشدة الاجتماعية أو ممرّضة المدرسة. وكلما اقتربتِ من سن 18 عاماً يتضاءل حق البالغين المسؤولين عنك في الاطلاع على مواعيدك في العيادة.
إن كان من المستحيل عليكِ أن تتحدثي عن الإجهاض في البيت، بسبب احتمال تعرّضك للأذى أو العقاب مثلاً، فيمكن أن يتحدث طاقم العيادة إلى شخص بالغ آخر. وفي هذه الحالة يمكنك أن تحصلي على الدعم والمساندة من المرشدة الاجتماعية أو من شخص مساند آخر.
إنّ أي جهة رعاية صحيّة تنوي الاتصال بأحد الأشخاص البالغين المسؤولين عنك لا بُدّ أن تبلغك بذلك أولاً.
بعد الإجهاض
يمكنك أن تعودي بعد الإجهاض إلى حياتك العادية، ولكن من الأفضل أن ترتاحي لمدة يوم أو أكثر. وقد تشعرين بقليل من الألم في الأيام الأولى شبيه بآلام الحيض. من المعتاد أن يحدث نزيف في الأسابيع القليلة التي تلي الإجهاض، وهو نزيف شبيه بالحيض أو أشدّ قليلاً. وتختلف مدّة النزف من امرأة لأخرى. وتعتمد كمية النزف أيضاً على نوع الإجهاض الذي خضعتِ له.
يزيد احتمال الإصابة بالتهاب بعد الإجهاض. وللحدّ من احتمال الإصابة بالتهاب ينبغي عليك أن تتجنبي الجماع المهبلي طالما كان هناك نزف أو سيلان بُنّي اللون. وعليكِ أن تتجنّبي لفافة الحيض القطنية أو كوب الحيض، واغتسلي بالمرشاش (الدوش) بدل الاستحمام في الحوض (البانيو(.
عادةً ما يعود الحيض بعد 4 – 6 أسابيع.
لا يترتب عن الإجهاض صعوبة الحمل في المستقبل.
الاستشارة قبل الإجهاض وبعده
بغض النظر عن سبب الإجهاض وبغض النظر عما إذا كان اتخاذ القرار سهلاً أم صعباً، فإنّ وجود شخص ما يساعدك في ترتيب أفكارك يبعث على الراحة. وقد تحتاجين إلى مَن تتحدثين إليه ويساندك سواءً قبل اتخاذ قرار الإجهاض أو بعد الانتهاء من الإجهاض. وهذا ينطبق على الشخص المشارك في الحمل أيضاً.
تشعر بعض النسوة اللاتي أجرَين الإجهاض بالكآبة بعد العلاج. ويشعر البعض الآخر بالارتياح. وأحياناً تتناوب هذه المشاعر. قد لا تشعرين بشيء في البداية، وقد تنتابك هذه المشاعر بعد مضي فترة من الزمن.
تتلقّى الكثير من النساء الدعم والمساندة من الأقرباء، ولكن بوسعك أيضاً أن تحصلي على المشورة المهنيّة عن طريق جهة الرعاية. إنّ التحدث إلى شخصٍ آخر (مثل اختصاصيّة نفسية أو مرشدة اجتماعية لدى عيادة الإجهاض أو إلى قابلة في عيادة الأمراض النسائية وغيرها) ممّن اعتادوا على الأسئلة التي تُطرح في مثل هذه الأوضاع قد يجعلك تشعرين بالراحة أكثر.
اتصلي بالعيادة إذا كنتِ تريدين الحصول على مشورة. ولا تكلف الاستشارة شيئاً. كما يمكنك الحصول على مشورة حتى بعد مضي فترة طويلة على الإجهاض.