SWED 24: أحدثت شركة Deepseek “ديبسيك” الصينية هزة في الأسواق المالية، يوم أمس الاثنين بعد إعلانها عن نموذج جديد للذكاء الاصطناعي يتميز بتكاليف إنتاج منخفضة مقارنة بالنماذج الأخرى، مما دفع قطاع التكنولوجيا الأمريكي لإعادة تقييم تفوقه التكنولوجي.
ووصفت الشركة نموذجها بأنه يضاهي في أدائه روبوت المحادثة “Chat GPT” الشهير، لكنه يعتمد على موارد أقل تكلفة وأجهزة معالجة بيانات أقل تطوراً. هذا الإعلان أثار قلقاً واسعاً في الأسواق الغربية، حيث بدأ يُنظر إلى الابتكار الصيني كتهديد مباشر للتفوق التكنولوجي الأمريكي.
يقول ألكسندر نورين، المعلق الاقتصادي في قناة SVT السويدية: “هناك مخاوف من أن تكون الصين أو إحدى شركاتها قد توصلت إلى تقنية تنافس عمالقة التكنولوجيا الأمريكية”.
تأثير واسع النطاق على الأسواق
النموذج الجديد تسبب في هبوط كبير في أسواق الأسهم الغربية، حيث تأثرت بشكل خاص شركات التكنولوجيا الكبرى.
يضيف نورين، قائلاً: “النموذج يعمل بطريقة مشابهة للنماذج الأخرى، ولكن ميزته الرئيسية هي تكلفته المنخفضة. ورغم أنه يفتقر إلى ميزة البحث المباشر على الإنترنت، إلا أن تأثيره كان كافياً لإحداث صدمة في الأسواق”.
وشهدت البورصة الأمريكية يوماً أسوداً، حيث تراجع مؤشر ناسداك بنسبة 3.1 بالمائة. وتعرضت شركة “نفيديا”، عملاق تصنيع أشباه الموصلات والمرتبطة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى أكبر خسارة يومية في تاريخها بانخفاض قدره 16.9 بالمائة، ما يعادل نحو 6,000 مليار كرونة سويدية.
تراجع شامل
لم يكن “نفيديا” الوحيد الذي تعرض لضربة قوية؛ فقد انخفض سهم شركة “برودكوم”، المختصة أيضاً في أشباه الموصلات، بنسبة 17.4 بالمائة.
يقول سام ستوفال، كبير المحللين الاستراتيجيين في شركة CFRA Research: “يبدو أن المستثمرين تسرعوا في البيع دون تحليل كامل للموقف. التقييمات المرتفعة لأسهم التكنولوجيا وأشباه الموصلات جعلتها عرضة للتقلبات”.
ويُتوقع أن تثير هذه التطورات نقاشات أوسع حول المنافسة التكنولوجية بين الصين والولايات المتحدة، خصوصاً في ظل المخاوف المتزايدة من قدرة الصين على تقديم تقنيات فعالة بتكاليف أقل.