SWED 24: في خطوة تستهدف تعزيز جاهزية المواطنين في مواجهة الأزمات والطوارئ، أعادت السويد توزيع الكتيب الإرشادي “Om krisen eller kriget kommer” (عندما تأتي الأزمة أو الحرب) على العائلات السويدية. يعد هذا الكتيب مرجعاً عملياً يهدف إلى توعية السكان بكيفية التصرف أثناء الأزمات مثل الحروب أو الكوارث الطبيعية أو الهجمات السيبرانية.
ما هو محتوى الكتيب؟
يوفر الكتيب قراءة شاملة وسهلة عن الإجراءات الأساسية التي يجب اتباعها في حالات الطوارئ. ويغطي مواضيع عدة تتعلق بالأمان الشخصي والاستعداد المجتمعي، من بينها:
- كيفية التصرف أثناء الأزمات:
- نصائح حول تأمين المياه والغذاء في حالة انقطاع الإمدادات.
- الحفاظ على الدفء والطاقة في حالة انقطاع الكهرباء لفترات طويلة.
- الإجراءات اللازمة عند وقوع هجوم سيبراني يعطل البنية التحتية الرقمية.
- الإبلاغ عن المعلومات الموثوقة:
- توجيهات حول كيفية الحصول على معلومات دقيقة من مصادر رسمية مثل الإذاعة الوطنية (P4) والقنوات الحكومية.
- التصدي للدعاية والمعلومات المضللة:
- نصائح حول كيفية التعرف على الأخبار الزائفة خلال أوقات الأزمات التي قد تستغلها جهات معادية لزعزعة الاستقرار.
- التخطيط الأسري:
- تقديم قائمة بالمستلزمات الأساسية التي يجب توفرها في كل منزل، مثل الأطعمة المعلبة، مياه الشرب، البطاريات، والراديو التقليدي.
- تعليمات حول كيفية إعداد خطة طوارئ عائلية.
- الإجراءات في حال وقوع هجوم:
- شرح حول كيفية التصرف في حال سماع إنذار، بما في ذلك اللجوء إلى الملاجئ.
لماذا يتم توزيع الكتيب الآن؟
جاءت إعادة توزيع الكتيب نتيجة لتزايد التهديدات الأمنية في أوروبا وتصاعد المخاوف بشأن الأزمات العالمية، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا وتغير المناخ. تسعى الحكومة السويدية إلى تعزيز جاهزية سكانها، خاصة مع عودة النقاش حول أهمية الدفاع المدني في ظل التحديات الأمنية المتصاعدة.
بيورن لوندكفيست، المتحدث باسم هيئة الطوارئ المدنية السويدية (MSB)، قال: “الهدف من الكتيب ليس إثارة الذعر، بل مساعدة المواطنين على الاستعداد ومواجهة المواقف الطارئة بثقة.”
متى كانت آخر مرة وُزع فيها الكتيب؟
تم توزيع الكتيب لأول مرة على نطاق واسع في السويد عام 1961، خلال ذروة الحرب الباردة. آنذاك، كان الغرض الرئيسي هو إعداد المواطنين لمواجهة احتمالية نشوب صراع مسلح بين القوى العظمى. ومع انتهاء الحرب الباردة، توقفت عمليات توزيع الكتيب.
في عام 2018، قررت الحكومة السويدية استئناف توزيع الكتيب بسبب عودة التوترات العالمية وازدياد التهديدات المرتبطة بالأمن السيبراني والهجمات الإرهابية. وقد أثار الكتيب حينها اهتماماً دولياً كونه يعكس مدى جدية السويد في تعزيز استعداد سكانها.
أهمية الكتيب في الوقت الراهن
مع تصاعد الاضطرابات العالمية وزيادة الوعي بالمخاطر البيئية والسياسية، يُعد الكتيب أداة فعّالة لرفع مستوى الوعي المجتمعي. يعكس هذا الجهد التزام السويد بتأمين مواطنيها وضمان قدرتهم على التصرف بفعالية خلال الأزمات.
في النهاية، يُعتبر “عندما تأتي الأزمة أو الحرب” ليس مجرد وثيقة، بل خارطة طريق للمواطنين في أوقات التحديات. من خلال هذا الكتيب، تُظهر السويد أهمية التكاتف المجتمعي والجاهزية الفردية لمواجهة أي أزمة محتملة.
SWED 24