SWED 24: تعتزم حكومة غيانا تحويل موقع مجزرة “جونزتاون”، التي شهدت أكبر انتحار جماعي في التاريخ حيث لقي أكثر من 900 شخص مصرعهم، إلى وجهة سياحية. خطوة أثارت الجدل بين من يعتبرها فكرة مروعة ومن يرى أنها جاءت في وقتها.
في تشرين الثاني/ نوفمبر 1978، اهتز العالم بصور صادمة من أدغال غيانا. جثث مكدسة على الأرض، كما لو أنها تساقطت من السماء. هؤلاء كانوا أتباع زعيم الطائفة جيم جونز، الذين انتقلوا من الولايات المتحدة إلى غيانا بحثًا عن “جنة استوائية اشتراكية” وعدهم بها جونز، لكنها انتهت بمأساة.
الجماعة شربت عصيرًا يحتوي على مادة السيانيد والمهدئات في واقعة انتحار جماعي. وحتى اليوم، لا يزال الجدل قائمًا حول عدد الضحايا الذين أُجبروا على شرب السم أو تم قتلهم بالرصاص أو الحقن.
تحويل الموقع إلى وجهة سياحية
تعتزم حكومة غيانا استغلال الموقع لجذب السياح، مما أثار استياء البعض.
جوردان فيلتشيز، إحدى الناجيات التي انضمت للطائفة في سن 14، تقول إن الحكومة لها الحق في الاستفادة من الموقع، لكنها تؤكد على أهمية التعامل مع المكان بقدر من الاحترام.
فيلتشيز، التي فقدت شقيقتين وابني شقيقتيها في المجزرة، تأمل أن يتم توفير سياق واضح للزوار لفهم الأسباب التي دفعت الناس للانضمام إلى جونزتاون على أمل حياة أفضل.
انتقادات واسعة
البعض يعارض الفكرة بشدة، مثل نيفيل بيسمبر، أستاذ القانون بجامعة غيانا، الذي وصف الفكرة بأنها “مروعة وغريبة” في رسالة مفتوحة تساءل فيها، قائلاً: “كيف يمكن لهذا الموقع أن يمثل ثقافة وطبيعة غيانا، وهو مكان شهد انتحارًا جماعيًا وجرائم ضد مجموعة مستضعفة من المواطنين الأميركيين؟”
وزيرة السياحة في غيانا، أونيدج والروند، تدعم الاقتراح، مشيرة إلى نجاح السياحة في مواقع مشابهة مثل رواندا بعد الإبادة الجماعية في 1994.
لكن فيلدينغ ماكغيهي، من معهد “جونزتاون”، يعترض قائلاً: “إحضار السياح إلى الموقع لن يساعد أحدًا على فهم ما حدث في جونزتاون. هذا الأمر يعكس شغفًا مأساويًا بالكارثة”.