SWED 24: تحولت حياة أندريا، وهي امرأة بريطانية في الستين من عمرها، إلى كابوس دائم بعد خضوعها لعلاجات تجميلية على يد رجل زعم أنه طبيب. فقد كشفت تحقيقات أجرتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن تفاصيل صادمة حول شون سكوت، الذي ادعى زورًا أنه طبيب تجميل وأجرى عمليات تسببت في تشوهات جسدية ونفسية خطيرة لضحاياه، وسط تحذيرات متزايدة من خطر انتشار الممارسات غير المنظمة في هذا القطاع.
في ديسمبر 2021، قصدت أندريا عيادة “ريشيب يو” بمدينة هال للحصول على حشوات تجميلية للوجه. شعرت بالطمأنينة تجاه العيادة بعدما قرأت على موقعها الإلكتروني أنها فازت بجائزة أفضل عيادة تجميل في يوركشاير لعام 2022. المسؤول عن العلاج، شون سكوت، قدم نفسه كـ”دكتور” وعرض شهادة دكتوراه فخرية في عيادته، مما عزز ثقة أندريا فيه.
لكن العلاج الذي خضعت له كان كارثيًا. بدأت تعاني من تورم شديد وتشوهات دائمة في وجهها، مما دفعها لتجنب الظهور علنًا. تقول أندريا: “أعيش كابوسًا كل يوم. أشعر وكأنني وحش”.
حقيقة “الطبيب” المزيف
كشف التحقيق أن سكوت، الذي كان يعمل فنان وشم لمدة 33 عامًا قبل افتتاح عيادته، حصل على شهادة دكتوراه فخرية عبر الإنترنت. وادعى أنه طبيب دون مؤهلات طبية رسمية. كما تبين أنه استخدم اسم طبيب مسجل للحصول على وصفات طبية لمضادات حيوية وبوتوكس، وهو إجراء غير قانوني في بريطانيا.
أندريا ليست الضحية الوحيدة، فقد تم تقديم شكاوى متعددة ضد سكوت، من بينها شكاوى إلى خدمة ممارس مسجل تُدعى “سيف فيس”، حيث أكد مديرها أن المتضررين اختاروا سكوت ظنًا أنه طبيب مؤهل. وتواصلت الشكاوى من المجالس المحلية حول ممارسات غير قانونية في عيادته.
يأتي هذا الكشف وسط تحذيرات متزايدة بشأن الثغرات التنظيمية في قطاع التجميل البريطاني. في عام 2013، وصف تقرير رسمي الحشوات الجلدية بأنها “قنبلة موقوتة” بسبب غياب المتطلبات القانونية للممارسين. وفي عام 2022، تم منح الحكومة صلاحيات لتنظيم هذا القطاع، لكن القانون لم يُطبق بعد.
الدكتور بول تشارلسون، عضو المجلس المشترك لممارسي التجميل، حذر من استمرار التأخير في تطبيق التشريعات، قائلًا: “غياب التنظيم سيؤدي إلى المزيد من الوفيات والتشوهات”. وأشار إلى زيادة هائلة في الشكاوى خلال العام الماضي، مما يعكس تفاقم المشكلة.
مطالب بإصلاح عاجل
وزارة الصحة البريطانية أكدت أنها “تستكشف خيارات عاجلة” لتنظيم القطاع، لكنها لم تحدد إطارًا زمنيًا لذلك. في غضون ذلك، يحث الخبراء الأفراد على البحث عن ممارسين مؤهلين ومؤمن عليهم لتجنب مخاطر غير متوقعة.
تُعاني أندريا الآن من اضطراب ما بعد الصدمة، فضلًا عن ندوب جسدية ونفسية دائمة. تقول: “لن أخضع لأي إجراء تجميلي مرة أخرى، ولن أنصح أحدًا بفعل ذلك”. قصتها تسلط الضوء على أزمة قطاع التجميل في بريطانيا وتدق ناقوس الخطر حول ضرورة اتخاذ إجراءات تنظيمية صارمة لحماية الضحايا المحتملين.