SWED24: في خطوة مفاجئة تثير الجدل، طُرح اليوم في الدنمارك مقترحٌ يدعو إلى تشكيل تحالف دفاعي بديل لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، في ظل ما وُصف بأنه أزمة ثقة غير مسبوقة في العلاقة عبر الأطلسي مع الولايات المتحدة.
يأتي هذا الاقتراح من حزب “التحالف الليبرالي” المعارض، ويهدف إلى بناء خطة بديلة في حال لم تفِ واشنطن بالتزاماتها الدفاعية بموجب المادة الخامسة من ميثاق الناتو، والتي تنص على الدفاع المشترك بين الدول الأعضاء في حال تعرض أي منها لهجوم.
جاكوب كارسبيو، الخبير الأمني والرئيس السابق لتحليل الاستخبارات الدفاعية في الدنمارك، علّق على الوضع، قائلاً: “نحن نعيش في أزمة حقيقية في العلاقة مع الولايات المتحدة. لم يعد بالإمكان الاعتماد فقط على وعود الناتو، ويتعين على الدول الأوروبية أن تنظر في عيون بعضها البعض وتسأل بجدية: كيف نحمي قارتنا معاً؟”.
منظومة بديلة تحت الإنشاء؟
التحالف المقترح سيضم كلاً من دول الشمال الأوروبي ودول البلطيق، بالإضافة إلى بريطانيا وهولندا وبولندا. ووفقاً للنائب الأوروبي عن حزب التحالف الليبرالي، هنريك دال، فإن هذه الخطة ليست ترفاً سياسياً، بل ضرورة حتمية.
يقول دال في حديثه لقناة TV2: “نحن نفضّل وجود الولايات المتحدة في الناتو. لكن عندما يشير رئيس أمريكي مراراً إلى احتمال عدم تطبيق المادة الخامسة، يجب أن يكون لدينا خطة بديلة، وهذا ما نحاول فعله الآن”.
رسالة إلى بروكسل وواشنطن
الجدل يأتي بعد تأكيد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في بداية أبريل أن الولايات المتحدة ستبقى ضمن حلف الناتو، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن على الدول الأوروبية تعزيز قدراتها الدفاعية.
وصرّح روبيو من بروكسل، قائلاً: “نحن باقون في الناتو، ولكن على الحلف أن يصبح أقوى. والسبيل الوحيد لذلك هو أن يتحمل شركاؤنا في أوروبا مسؤولية أكبر”.
موقف رمزي أم بداية تحول؟
رغم أن الأحزاب الداعمة للمقترح لا تشارك في الحكومة الدنماركية حالياً، إلا أن النقاش يحتل حيزاً متزايداً في الإعلام والسياسة. ما بدأ كموقف رمزي، قد يتحول إلى اتجاه جدي، لا سيما في حال تواصلت الإشارات غير المطمئنة من واشنطن.
الدنمارك، التي انضمت إلى حلف الناتو عام 1949، تجد نفسها الآن في مفترق طرق بين التمسك بتحالفها التاريخي، والاستعداد لواقع جيوسياسي جديد قد يفرض عليها إعادة رسم خرائطها الأمنية.