SWED24: أكد تقرير جديد صادر عن وكالة الشرطة الأوروبية (يوروبول) أن الشبكات الإجرامية تستغل التقنيات الحديثة بذكاء، مما يشكل تهديدًا مباشرًا لمؤسسات الاتحاد الأوروبي والمجتمع ككل.
في مؤتمر صحفي، رسمت كاثرين دي بول، رئيسة يوروبول، صورة قاتمة للوضع الأمني، مشيرة إلى أن البنية الأساسية للجريمة المنظمة تمر بتحول جذري، حيث تستفيد المجموعات الإجرامية من التطورات في الذكاء الاصطناعي، وتقنيات البلوكشين، وإدارة البيانات.
وأكد التقرير ارتفاع معدلات الهجمات الإلكترونية، وعمليات الاحتيال، والاتجار بالبشر، وتهريب الأسلحة والمخدرات، مشدداً على أن جميع هذه الجرائم باتت مرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة.
وقالت دي بول: “الإنترنت لم يعد مجرد أداة للجريمة، بل أصبح الساحة الرئيسية للنشاط الإجرامي”.
وأضافت: “نحن في سباق بين من يستغل التكنولوجيا لارتكاب الجرائم ومن يستخدمها لمكافحتها. علينا ضمان أن نكون دائماً متقدمين بخطوة”.
الاتحاد الأوروبي يواجه تهديداً مزدوجاً
يشير التقرير إلى أن دول الاتحاد الأوروبي تواجه تهديدين أساسيين:
- داخلياً: من خلال غسيل الأموال، والفساد، وتصاعد العنف.
- خارجياً: حيث تستخدم الشبكات الإجرامية كأدوات في حروب هجينة لصالح جهات أجنبية.
ومن المتوقع أن يشكل هذا التقرير الأساس لاستراتيجية الاتحاد الأوروبي لمكافحة الجريمة المنظمة خلال السنوات الأربع المقبلة، حيث يوصي بزيادة تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الدول الأعضاء وتعزيز التعاون الأمني.
وقالت دي بول: “مستقبل الأمن الأوروبي بين أيدينا. التهديدات تتطور، ولكننا كذلك. من خلال التعاون، يمكننا قلب الموازين”.
جرائم القُصّر.. وسيلة لحماية زعماء العصابات
وسلط التقرير الضوء على أن تزايد استغلال القُصّر في الجريمة لا يؤدي فقط إلى تمزيق المجتمعات، بل يمنح قادة العصابات حماية قانونية، مما يجعل تحديدهم ومحاسبتهم أكثر صعوبة.
وأشار التقرير إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة تلعب دوراً محورياً في عمليات التجنيد، مما يجعل من الضروري وضع استراتيجيات أكثر صرامة لمكافحة هذه الظاهرة.
واستشهد مفوض الهجرة في الاتحاد الأوروبي، ماغنوس برونر، بحادثة جريمة إطلاق النار المزدوجة في ساحة فارويديرستورغيت في يوتوبوريعام 2015، والتي اعتبرها نقطة تحول في الوعي الأوروبي بخطورة الجريمة المنظمة.
وقال برونر: “لقد صدمت هذه الجريمة السويد، لكنها صدمت أيضًا الاتحاد الأوروبي بأكمله. لقد فتحت أعيننا على مدى تأثير الجريمة المنظمة على حياة المواطنين العاديين في أوروبا”.
مع استمرار تطور الجريمة المنظمة بوتيرة متسارعة، تحث يوروبول دول الاتحاد الأوروبي على تبني تدابير أكثر صرامة لمواكبة التهديدات المتزايدة، مشددة على أن التأخر في التعامل مع هذه الظاهرة قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على أمن أوروبا بأسرها.