SWED24: في تحول تاريخي على خارطة الصحة العامة، تقترب السويد من أن تصبح أول دولة في العالم تقضي تماماً على سرطان عنق الرحم. ووفقاً للتقديرات الرسمية، قد يتحقق هذا الإنجاز بحلول عام 2027.
وكان البرلمان السويدي قد قرر في ربيع 2021 تسريع وتيرة العمل للقضاء على هذا النوع من السرطان. وفي عام 2023، أكدت وزيرة الصحة أكو أنكربيرغ يوهانسون أن السويد في طريقها لتحقيق الهدف، قائلة: “إنه لأمرٌ عظيم أن نكون قادرين اليوم على الحديث عن إمكانية القضاء على هذا المرض. هدفنا هو أن يكون سرطان عنق الرحم من الماضي في السويد خلال السنوات القليلة المقبلة”.
الدنمارك تسير على خطى السويد
النجاح السويدي ألهم الدول المجاورة، حيث أعلنت مؤسسة السرطان الدنماركية مؤخراً أنها تأمل في القضاء على المرض بحلول عام 2040.
وفي بيان لها، قالت: “قد يصبح عدد النساء المصابات ضئيلاً إلى الحد الذي يمكن معه اعتبار المرض مُستأصلاً. سيكون ذلك المرة الأولى في التاريخ التي تختفي فيها نوع من أنواع السرطان تماماً.”
ما يُميّز هذا النوع من السرطان أنه يمكن الوقاية منه بنسبة كبيرة. فمعظم حالات الإصابة ترتبط بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، وهو فيروس يُنقل جنسياً. ومع تزايد معدلات التطعيم، يضعف الفيروس، وبالتالي تقلّ معدلات الإصابة بالمرض.
برامج الفحص أنقذت الآلاف
تشير الإحصاءات إلى أن الفحص الدوري عبر مسحات عنق الرحم خفّض عدد الإصابات إلى الثلث مقارنةً بما كانت عليه سابقًا، بحسب هيئة التنسيق الوطنية لمراكز السرطان.
وتبلغ نسبة النساء اللواتي يعشن خمس سنوات على الأقل بعد الإصابة حوالي 80%، بفضل الكشف المبكر والعلاج الفعّال.
رغم التقدّم الكبير، لا تزال التحديات قائمة. فسنوياً تُسجّل حوالي 450 إصابة جديدة بسرطان عنق الرحم في السويد، ويُتوفى أكثر من 100 امرأة بسبب المرض.
لكن وفقاً لمعايير منظمة الصحة العالمية، يُعتبر المرض مستأصلاً حين تنخفض معدلات الإصابة إلى أقل من أربعة حالات لكل 100,000 امرأة. وفي عام 2023، سجّلت السويد 8.8 حالات لكل 100,000 مما يجعلها أقرب من أي وقت مضى إلى الهدف المنشود.