SWED24: بالكاد كان أحد سكان المبنى يعرف ريكاراد أندرسون، الرجل الذي عاش في عزلة تامة، متجنبًا التفاعل مع جيرانه أو ترك أي أثر لحياته اليومية. ولكن بعد مجزرة أوربرو، تحول اسمه إلى حديث الساعة، وأصبحت شقته مركزًا للتحقيقات الأمنية المكثفة.
اللحظة الفاصلة
عندما عاد بي جي صامويلسون إلى منزله مساء يوم الحادث، تفاجأ برؤية الشرطة مدججة بالسلاح تحيط بالبناية. كانت قوات التدخل الخاصة تقتحم إحدى الشقق. لم يكن يعلم آنذاك أن جاره المنعزل هو المشتبه به في تنفيذ أعنف إطلاق نار جماعي في تاريخ السويد الحديث.
يقول صامويلسون: “لم يكن هناك أي مؤشر على أنه شخص قد يرتكب مثل هذا الفعل. لم أره يومًا يتحدث إلى أحد، ولم أسمع صوته حتى. كان يعيش بيننا لكنه لم يكن موجودًا”.
رعب متأخر
بعد ساعات من الفوضى، تمكن صامويلسون من دخول المبنى برفقة أحد رجال الشرطة. كانت الشقة المجاورة، التي تخص أندرسون، مفتوحة عنوة، وبابها محطم. عندها أدرك حجم الكارثة.
يتساءل صامويلسون بقلق: “حينها فقط فهمت أن جاري هو من فعل ذلك. شعرت بخوف عميق. ماذا لو صادفته ذلك الصباح؟ كيف كنت سأتصرف؟”.
ذكريات غامضة من الماضي
لم يكن أندرسون شخصًا ودودًا أو اجتماعيًا. أحد الأشخاص الذين عرفوه منذ الطفولة وصفه بأنه “ذكي لكنه منعزل”. يقول: “لم يكن مهتمًا ببناء علاقات، وعندما قرأت عن دوره في الجريمة، شعرت بأن حياته انحرفت بطريقة غير مفهومة”.
شخص آخر ممن كانوا يعرفونه بشكل سطحي قال: “لم يكن يتحدث كثيرًا. إذا بادرت بالحديث معه، كان يجيب بإجابات مختصرة وبلا اهتمام. لم يكن عدوانيًا، لكنه لم يكن طبيعيًا أيضًا”.
الاختفاء من المدرسة
في سنوات الدراسة الثانوية، كان معروفًا بلقب “الطالب الذي لا يتحدث”. زملاؤه بالكاد يتذكرونه، إذ كان منعزلًا وغامضًا، ثم اختفى فجأة دون أي تفسير.
تقول زميلة سابقة له: “في أحد الأيام، لم يعد يأتي إلى المدرسة، ولم يسأل عنه أحد. لم يكن جزءًا من أي شيء”.
لغز بلا إجابات
مع استمرار الشرطة في التحقيق بالدوافع المحتملة وراء المجزرة، يبقى أندرسون لغزًا محيرًا. يقول أحد جيرانه: “لم يكن هناك أي تحذير، أي إشارة. لقد عاش في الظل، ثم خرج لينفذ هذه الفاجعة”.
بين الماضي الغامض والحاضر الصادم، يستمر البحث عن إجابات حول كيف يمكن لشخص عاش في الظل أن يتحول إلى منفذٍ لإحدى أبشع الجرائم في تاريخ البلاد.