آثارت ردود الأفعال والآراء القوية التي شهدها العالم، اليوم حول حرق المصحف والتي اعتبرت امتداد لتداعيات حرق المصحف في المرات السابقة الكثير من الأسئلة حول مدى صلاحية التشريعات السويدية وكيف تسمح الحكومة السويدية بمثل هذا الفعل الذي يولد الكثير من الكراهية والغضب ليس في السويد فحسب بل في انحاء عدة من العالم.
وأثيرت الكثير من الأسئلة حول فيما إذا كانت الشرطة السويدية تستطيع رفض منح الإذن، وهل يجب تغيير الدستور السويدي لحظر حرق الكتب المقدسة.
التلفزيون السويدي نشر، اليوم الخميس تقريراً مفصلاً تضم إجابة عن أكثر الأسئلة المطروحة في هذا المجال.
- لماذا تُحرق نصوص وكتب دينية مقدسة مثل المصحف؟
الجواب: يجيب البروفيسور والمحامي يواكيم نرجيليوس، قائلاً إن حرية التعبير لها حدودها، عل سبيل المثال من غير القانوني قول أشياء تهدد مجموعة من الناس او تحط من قدرهم، لأن ذلك يُعتبر تحريض ضد تلك المجموعة. لكن مع ذلك، فإن انتقاد الدين امر قانوني. السماح بانتقاد الأديان جزء من حرية التعبير.
وأوضح ان من الصعب الإجابة فيما إذا كان حرق الكتب المقدسة يمكن ان يكون تحريضاً ضد جماعة من الناس، لأنه لم يتم دراسة ذلك قانونياً، لكنه لا يعتبر كذلك في ظل التشريعات القانونية الحالية. وطالما ان الأمر يتعلق بنقد المصحف، فأن ذلك يعتبر نقد الدين.
- هل يمكن للشرطة ان ترفض حرق المصحف؟
الجواب: رفضت الشرطة حرق المصحف مرتين في وقت سابق من هذا العام، وكان ذلك بدافع ان الاحتجاج قد يؤدي الى زيادة التهديد الإرهابي ضد السويد. الا ان محكمة الاستئناف قضت في وقت لاحق بأن قرار الشرطة كان خاطئاً، وأنه لا يوجد أساس قانوني لرفض حرق المصحف بسبب ما قد يثيره ذلك من تهديدات للأمن القومي.
ووفقاً لـ نيرغيليوس، يمكن للشرطة عدم الموافقة على حرق المصحف إذا كانت هناك خشية من ان يتسبب ذلك بالاضطراب. لكن ما يظهر حتى الآن ان المتظاهرين بأنفسهم هم من تسببوا بتلك الاضطرابات.
وأوضح، أن حقيقة ان الشخص الذي يقوم بحرق المصحف يثير رد فعل عنيف، أمر لم يتم اعتباره حتى الآن سبباً لرفض منحه الإذن.
- هل الدستور السويدي بحاجة الى تعديل لوقف حرق المصحف؟
الجواب: يقول نرجيليوس: في الواقع لا. ويوضح ان هناك قيود بموجب القانون مثل قانون التحريض ضد الجماعات العرقية، ويمكن ادخال قانون للحرية الدينية في السويد، ما يجعل من غير القانوني تدنيس الكتب المقدسة.
ولم يكن للسويد مثل هذا القانون منذ عام 1970.
ويرى نرجيليوس ان مثل هذا القانون سيحدث تغييراً جذرياً وأن ذلك قد يعني تقييداً كبيراً في حرية التعبير.
مقابل ذلك، تتعامل فنلندا مع قانون يدين حرق الكتب المقدسة، والذي سمح بإيقاف حرق المصحف هناك في وقت سابق من هذا العام.
ويرى نرجيليوس ان من الصعب الإجابة فيما إذا كانت حرية التعبير في فنلندا أضعف مما هي عليه في السويد.
وقال: ربما لا ينبغي المبالغة في الاختلافات بين السويد وفنلندا، لكن حرية التعبير في السويد واسعة للغاية.