SWED 24: تواجه الجامعات السويدية تحديًا متزايدًا يتمثل في انخفاض مهارات القراءة والفهم بين الطلاب، ما يعوق قدرتهم على التعامل مع النصوص الأكاديمية واستيعاب المواد الدراسية.
ويُحذر الأساتذة ومسؤولو الجامعات من أن هذه الأزمة تمتد تأثيراتها إلى المجتمع ككل، معتبرين أنها تمثل خطرًا على المشاركة الديمقراطية.
وأكد تقرير نشرته صحيفة Sydsvenskan أن العديد من الطلاب يواجهون صعوبة في قراءة الكتب الدراسية وفهمها. وأشار أساتذة من جامعتي مالمو ولوند إلى أن المشكلة ليست إقليمية، بل ظاهرة تمتد إلى مؤسسات تعليمية أخرى، بما في ذلك جامعات أوميو، أوبسالا ويوتوبوري.
تقول كاثرين نوربرغ، نائبة رئيس جامعة أوميو: “نلاحظ اليوم أن الطلاب يعتمدون بشكل متزايد على المعلومات المختصرة بدلاً من قراءة النصوص الطويلة وتحليلها، وهو ما يضعف قدرتهم على استخلاص النتائج بأنفسهم.”
تعليم اللغة الأكاديمية
وترى كارين دال، قائدة مجموعة في مركز الدراسة واللغة بجامعة ستوكهولم، أن توسع القبول الجامعي ليشمل طلابًا من خلفيات غير أكاديمية قد ساهم في تفاقم المشكلة.
وتضيف: “بالنسبة لهؤلاء الطلاب، يشبه تعلم اللغة الأكاديمية تعلم لغة جديدة تمامًا.”
وأشارت دال إلى أن عددًا متزايدًا من الأساتذة يطلبون المساعدة في كيفية دعم طلابهم لتحسين مهارات القراءة والكتابة. لكنها أكدت أن الموارد الحالية ليست كافية لتلبية هذه الاحتياجات المتزايدة.
ورغم التحديات، أكدت نوربرغ أن معايير الامتحانات لن تُخفض، مما يعني أن الطلاب الذين يعانون من ضعف القراءة سيجدون صعوبة في اجتياز الامتحانات.
وفي جامعات أخرى، أشار أساتذة إلى تزايد شكوى الطلاب عند تضمين أسئلة تتطلب فهم النصوص الدراسية في الامتحانات بدلاً من الاعتماد على محتوى المحاضرات فقط.
وترى أغنيتا غولز، أستاذة علم الإدراك بجامعة لوند، أن جذور المشكلة تعود إلى المراحل الدراسية المبكرة. وتوضح أن الأسباب تشمل اكتظاظ الفصول الدراسية، غياب الدعم المبكر، وضعف آليات التقييم في المدارس.
ووصفت نوربرغ الأزمة بأنها أكثر من مجرد تحدٍ أكاديمي، معتبرة أنها تهدد المبادئ الديمقراطية.
وقالت: “القدرة على فهم النصوص شرط أساسي للمشاركة الفعّالة في المجتمع الديمقراطي. من لا يمتلك هذه المهارة يصبح مستبعدًا من الحوار المجتمعي.”
وسط هذه التحديات، تطالب الجامعات بمزيد من الدعم الحكومي والموارد لتحسين مهارات القراءة بين الطلاب وضمان استمرارية التعليم الأكاديمي عالي الجودة، مع التأكيد على أهمية معالجة جذور المشكلة في المراحل الدراسية المبكرة.