SWED24: يبدو ان زيادة أسعار المواد الغذائية لن يتوقف قريباً، بل قد تستمر في ارتفاعها الحاد، وفقاً لخبراء في قطاع الغذاء.
يقول دانييل إميلسون، المتحدث باسم منظمة Livsmedelsföretagen التي تمثل حوالي 750 شركة غذائية سويدية: “للأسف، هناك العديد من العوامل التي تشير إلى اتجاه سلبي”.
وشهدت السويد موجة ارتفاعات قياسية في أسعار الغذاء خلال السنوات الأخيرة، مما أثار استياءً واسعاً بين المستهلكين. وعلى الرغم من بعض التباطؤ، تشير البيانات الأخيرة إلى أن الأسعار تعود للارتفاع بمعدلات تفوق معدل التضخم العام.
ووفقاً للخبراء، فإن ثلاث مجموعات غذائية رئيسية كانت وراء الزيادة الأخيرة في الأسعار:
- الكاكاو، تأثرت أسعاره سلباً بسبب محاصيل ضعيفة عالمياً، ويتوقع الخبراء الدوليون استمرار ارتفاع أسعاره.
- القهوة، تواجه نفس التحديات نتيجة الإنتاج المتراجع في العديد من الدول المنتجة.
- منتجات الألبان، هناك نقص في الحليب في جميع أنحاء أوروبا، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
يضيف إميلسون، موضحاً: “هناك نقص كبير في الحليب في جميع أنحاء أوروبا، مما يدفع الأسعار إلى الأعلى”.
العوامل الجيوسياسية والمناخية تزيد الضغوط
يلعب الوضع الجيوسياسي العالمي دوراً رئيسياً في ارتفاع الأسعار، حيث أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى اضطرابات في سلاسل التوريد العالمية منذ عام 2022. بالإضافة إلى ذلك، فإن التركيز المتزايد على الاستدامة والتكيف مع تغير المناخ يفرض تكاليف إضافية على قطاع الغذاء.
وتشير التقديرات إلى أن مستوى الاكتفاء الذاتي في السويد يبلغ حوالي 50 بالمائ ة فقط، وفقًا لاتحاد المزارعين السويديين (LRF)، مما يجعل البلاد معرضة بشكل كبير لتقلبات السوق العالمية.
يقول إميلسون: “للأسف، كل المؤشرات تشير إلى استمرار ارتفاع الأسعار. ربما لن تكون الزيادات حادة كما كانت في عامي 2022 و2023، لكنها ستظل مستمرة”.
تحذيرات من عدم استقرار الأسعار
بدورها، تؤكد كارين برينيل، المديرة التنفيذية لاتحاد تجارة التجزئة السويدي، أن السوق ستظل عرضة للتقلبات السعرية، قائلة: “يجب أن نكون مستعدين لاستمرار عدم الاستقرار في الأسعار، بالنظر إلى الوضع العالمي وتأثيرات تغير المناخ”.
من جانبها، تحذر سلسلة Coop أيضاً من عدم استقرار مستمر في الأسعار، مشيرة إلى أن العوامل المؤثرة تشمل الوضع الجيوسياسي، والرسوم الجمركية المحتملة وتغير المناخ.
يعد ضعف الكرونة السويدية أمام الدولار واليورو عاملاً إضافياً في زيادة الأسعار، حيث يتم استيراد العديد من المواد الخام والمدخلات الزراعية بالعملات الأجنبية.
يوضح إميلسون، قائلاً: “العديد من مكونات الإنتاج الغذائية في السويد يتم شراؤها باليورو والدولار، مما يجعل المنتجات المستوردة أغلى بكثير على المنتجين السويديين”.
شركات الغذاء: الحفاظ على الأرباح ضروري
رغم استياء المستهلكين، تؤكد شركات الأغذية على أهمية الحفاظ على هامش ربح مستدام لضمان استمرار الإنتاج.
يقول ماغنوس تورنبولم، المتحدث باسم ،Axfood: “يجب أن تحصل جميع الأطراف في سلسلة الإنتاج على مقابل عادل. إذا لم تكن الشركات مربحة، فلن يكون بإمكانها التطور أو الاستمرار”.
مع هذه التطورات، يجد المستهلكون السويديون أنفسهم مضطرين إلى التكيف مع واقع الأسعار المرتفعة، سواء عبر تغيير عادات التسوق، أو البحث عن بدائل أرخص، أو دعم حملات مثل مقاطعة متاجر الأغذية الكبرى المقررة خلال الأسبوع المقبل.