كشفت سجلات داخلية لشركة Northvolt، حصل عليها التلفزيون السويدي SVT، عن وقوع 47 حادثًا شمل مواد كيميائية شديدة الخطورة في مصنع الشركة بمدينة خليفتيو منذ عام 2021. هذه المواد، التي تُصنفها هيئة السلامة المهنية السويدية كمواد مسرطنة ومغيرة للجينات وتؤثر على الصحة الإنجابية، تشكل تهديدًا صحيًا كبيرًا للموظفين.
تقول كارين ستاف، خبيرة في هيئة السلامة المهنية، “حتى لو كان التعرض للمواد الكيميائية قليلًا، فإن هناك دائمًا خطرًا للإصابة بأمراض، قد تظهر أحيانًا بعد 30 أو 40 عامًا”.
الإلكتروليت: أخطر المواد الكيميائية المستخدمة
من بين الحوادث المسجلة، كانت 16 حادثة تتعلق بـ الإلكتروليت، وهو من أخطر المواد الكيميائية في المصنع.
ووفقًا للسجلات، تعرض بعض الموظفين لاستنشاق أبخرة الإلكتروليت أو ملامسته لجلودهم. وفي بعض الحالات، تم نقل المصابين إلى المستشفى لإجراء الفحوصات اللازمة، لكن الأمور انتهت دون مضاعفات خطيرة.
توضح السجلات أن التعرض لهذه المادة يمكن أن يؤدي إلى تسرب أيونات الفلوريد، مما يتسبب في اضطراب ضربات القلب، وربما يؤدي إلى السكتة القلبية. ورغم تسجيل اربعة حالات وفاة بين موظفي الشركة خارج ساعات العمل، نفت الشركة أي صلة بين الوفيات والتعرض الكيميائي في المصنع، وهو ما لم تتمكن الشرطة حتى الآن من إثباته.
مشاكل في إنتاج الكاثود
شهد قسم تصنيع الكاثود عدة حوادث، حيث تسربت كيماويات NMP وNMC، مما أدى إلى رش الموظفين بهذه المواد. في بعض الحالات، تعرض العمال لمسحوق NMC على أيديهم ووجوههم.
تشير كارين بروبرج، أستاذة الطب البيئي، إلى أن استنشاق الغبار الناتج عن هذه المواد قد يسبب تلفًا للرئتين، وتصفها الشركة في وثائقها بأنها شديدة الخطورة عند الاستنشاق.
تضيف بروبرج: “الانطباع العام من السجلات يشير إلى أن Northvolt تواجه مشكلات في إدارة السلامة الكيميائية. هناك تحديات كبيرة عند إطلاق صناعات جديدة تعتمد على مواد خطيرة، والشركات بحاجة للاستعانة بخبرات متخصصة لتجنب الكوارث البيئية”.
وفي بيان رسمي لـ SVT، أكدت Northvolt أن “الأمان هو الأولوية القصوى لدينا، ولن نعمل إذا لم نتمكن من ضمان بيئة آمنة للعمل”، مشددة على أن إجراءات السلامة في المصنع صارمة للغاية.