SWED 24: بعد مرور أكثر من عامين على الهجوم الدموي الذي استهدف الكاتب البريطاني سلمان رشدي، تنطلق اليوم محاكمة هادي مطر (26 عامًا)، المتهم بالشروع في القتل والاعتداء، أمام هيئة المحلفين في مدينة مايفيل بولاية نيويورك.
في آب/ أغسطس 2022، تعرض سلمان رشدي (77 عامًا) للطعن عشر مرات أثناء مشاركته في ندوة أدبية بمؤسسة شوتوكوا في نيويورك. وتمكن الحاضرون من السيطرة على المعتدي، الذي تم القبض عليه في موقع الجريمة.
ووفقًا لما نُشر في مقابلة أجريت معه من داخل السجن، أقرّ هادي مطر، المواطن الأمريكي من نيوجيرسي، بأنه يكنّ العداء لرشدي، كما أشاد بـ الزعيم الإيراني الراحل آية الله الخميني، الذي أصدر عام 1989 فتوى بإهدار دم رشدي بسبب كتابه “الآيات الشيطانية”.
محاكمتان منفصلتان للمتهم
من المقرر أن يواجه هادي مطر محاكمتين مستقلتين، الأولى بتهم الشروع في القتل والاعتداء، بينما تتعلق الثانية باتهامات بالإرهاب، حيث تزعم لائحة الاتهام أن مطر حاول تنفيذ الفتوى التي أصدرها الخميني عام 1989. كما يُشتبه في ارتباطه بحزب الله اللبناني المدعوم من إيران.
في كتابه الجديد “سكين – تأملات حول محاولة اغتيال” (2024)، يروي سلمان رشدي تجربته المروعة مع الهجوم، واصفًا اللحظة التي تعرض فيها للطعن.
يقول رشدي: “ملابس سوداء، قناع أسود. اندفع نحوي كصاروخ منخفض الطيران، مثل قذيفة مدفعية بركبتين مثنيتين.”
الهجوم، الذي وقع أمام مئات الحضور، تسبب في إصابات خطيرة لرشدي، بما في ذلك فقدانه البصر في عينه اليمنى، وأضرار دائمة في يده اليسرى، إضافة إلى جروح عميقة في البطن والصدر والوجه.
تأجيل المحاكمة أكثر من مرة
كان من المقرر أن تبدأ المحاكمة في 8 كانون الثاني/ يناير 2024، لكنها تأجلت مرتين، أولًا لإتاحة الوقت لفريق الدفاع لقراءة كتاب رشدي الجديد، حيث يستخدم كدليل في القضية.
وفي أكتوبر 2024، تم تأجيل المحاكمة مرة أخرى بعد أن طالب الدفاع بتغيير موقع المحاكمة، مشيراً إلى أنه لن يكون من الممكن تشكيل هيئة محلفين محايدة في مقاطعة شوتوكوا، حيث وقع الهجوم.
مع انطلاق المحاكمة اليوم، يترقب العالم الحكم الذي قد يصدر بحق هادي مطر، في قضية تعيد إلى الواجهة الصراع بين حرية التعبير والتطرف الديني.