يبرع الشاب السويدي من أصول مغربية إيطالية نوح هاملي في لعبة كرة الماء كحارس مرمى قوي للمنتخب الوطني السويدي، لا يترك مجالاً للفريق الخصم هز شباكه.
آخر مشاركة له كانت في كأس الاتحاد الأوروبي في التشيك التي جرت في حزيران/ يونيو الماضي.
ينحدر نوح، 19 عاماً من أب مغربي وأم إيطالية، انتقل للعيش في السويد مع والدته وبقية أفراد عائلته عندما كان في التاسعة من عمره.
يقول نوح لـ “SWED 24”، حينها لم أكن أعرف السباحة بل كنت أخاف جداً من الماء. بدء ولعي بلعبة كرة الماء عندما شاهدتها على شاشة التلفاز، شدتني اللعبة إليها وكطفل وجدتها ممتعة جداً.
ويتابع: “ساعدتني أمي في تحقيق حلمي، حيث قامت بتسجيلي في أحد الأندية الرياضية في السويد. مكنني ذلك من التغلب على خوفي من الماء وتعلم السباحة بشكل جيد جداً”
أدرب نفسي بنفسي
شارك نوح في عشرة دورات رياضية حتى الآن، خاض خلالها نحو 40 لعبة مع فرق من مختلف دول العالم سواء على صعيد المنتخب الوطني للناشئين والبالغين أو على صعيد الأندية الرياضية.
ومن الفرق التي خاض مباريات ضدها، صربيا، جنوب أفريقيا، البرتغال، بريطانيا، التشيك، فنلندا، ليتوانيا، الدنمارك، ألمانيا ودول أخرى عدة، ويرى أن أقوى فريق خصم قابله كان الفريق البرتغالي.
حصل نوح على جائزة أفضل حارس مرمى في سبعة دورات من مجموع 10التي شارك فيها.
يقول نوح: “أدرب نفسي بنفسي، ورغم وجود مدرب لنا لكنني أحاول تطوير نفسي ومدربي يعرف ذلك وهو يثق بقدراتي الرياضية”.
يتذكر نوح بفخر كيف انه لم يسمح للفريق الخصم بتسجيل أي هدف ضده في أول لعبة شارك فيها عندما كان فقط في العاشرة من عمره، ويقول: “كنت قوياً ومدربي وصفني بالموهوب”.
يحاول نوح زيادة قدراته المعرفية بتدريبات رياضية مختلفة يجمعها من خلال مشاركاته الواسعة في الدورات الرياضية ولقاءه بخبراء رياضيين لهم باع طويل في تدريبات كرة الماء، ويرى ان هذه الطريقة لا تتيح له فقط تطوير قابلياته الرياضية بل تجعله أيضا مبدعاً في التخطيط لصد كرة الخصم ومنع اللاعبين من تسجيل أهداف في مرماه.
وقبل انتقاله إلى الفريق الوطني السويدي للبالغين في عام 2022، لعب ضمن صفوف المنتخب الوطني ايضاً لكن للناشئين وتحت مسميات مختلفة، U15 و U17 و U19.
يثني نوح كثيراً على دور والدته في حياته بشكل عام والرياضية بشكل خاص، ويصفها بأنها كانت الداعمة له طوال الوقت ولم تمل من تشجيعه على المواصلة.
الحركة المستمرة
يدرك نوح أن الرياضة التي يبدع فيها تحتاج الى قوة ومهارات خاصة، لذلك يحرص دائماً الحفاظ على لياقته البدنية والذهنية في نفس الوقت، إذ يتدرب ما لا يقل عن أربع مرات في المسبح في الأسبوع ومثلها في مركز آخر للتدريب الرياضي، كما انه يعتمد الدراجة الهوائية في جميع تنقلاته سواء للعمل أو الدراسة أو الحياة اليومية.
ينصح نوح الشباب بالرياضة كثيراً ويقول إنها الشيء الحقيقي الذي يجعلنا نفكر بشكل صحيح وبالتالي العمل بشكل صحيح، ويشدد على ضرورة أن تصبح الرياضة نمط حياة نعيشه ونحرص على بقائه لأنه يمدنا بالطاقة والتفكير السليم.
لم ينته حلم نوح عند هذا الحد بل يعمل جاهداً على اللعب ضمن فريق المنتخب الايطالي في الألعاب الأولمبية، بالإضافة إلى حرصه على اكمال دراسته الجامعية في مجال التصميم الصناعي، وعن ذلك يقول: “ارغب كثيراً في عمل يرتكز بمضمونه على الابداع الشخصي للفرد، ترجمة الأفكار إلى واقع حي نتلمسه في أشكال وصيغ مختلفة”.