أعلن الاتحاد الأوروبي اعتماده قراراً بمنح مواطني دول مجلس التعاون الخليجي تأشيرة شنغن متعدّدة الدخول صالحة لـ 5 سنوات في إطار توحيد لوائح التأشيرات لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي الست. وبموجب القرار الجديد، سيتمكن المواطن الخليجي من الحصول على تأشيرة الشنغن لدى تقديمه الطلب لأول مرة.
قبل هذا القرار، كانت تُمنح التأشيرة لطالبيها من دول مجلس التعاون الخليجي لمدة عام عند التقدّم بالطلب للمرة الأولى، ولمدة ثلاثة أعوام عند التقدّم بالطلب للمرة الثانية.
ترحيب بالقرار
الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل رحّب بقرار المفوضية الأوروبية المتعلق بتوحيد قواعد منح التأشيرات متعدّدة الدخول لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي.
وبحسب موقع السفارة الفرنسية لدى الرياض فإن الإجراء الأوروبي دخل حيّز التنفيذ في 23 أبريل/نيسان الجاري، وإن منح التأشيرة لمدة 5 سنوات سيتم مع مراعاة صلاحية جواز السفر إذ يجب أن يكون صالحا لمدة 3 أشهر على الأقل بعد تاريخ انتهاء صلاحية التأشيرة، وإلا فستُعتمد مدة صلاحية التأشيرة على مدة صلاحية جواز سفر صاحب الطلب. وأضافت المعلومات أن هذا القرار لا يشمل الجنسيات الأجنبية المقيمة في المملكة العربية السعودية.
السفير الفرنسي لدى الرياض لودفيك بوي أشار في منشور على حسابه على منصة إكس، إلى أن هذا القرار الأوروبي دعمته فرنسا بقوة، وأضاف: “الأصدقاء السعوديون، نتطلع إلى رؤية المزيد والمزيد منكم في فرنسا، سواء للسياحة أو للعمل! أهلا وسهلا بكم في فرنسا! “
ثمرة مفاوضات
القرار الذي أعلنه الاتحاد الأوروبي جاء خلال افتتاح منتدى حول الأمن الإقليمي بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي في لوكسمبورغ، وهو ثمرة مفاوضات حثيثة استمرت على مدى العام الماضي كان آخرها اجتماع عُقد الشهر الماضي في العاصمة البلجيكية بروكسيل بين الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي والممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الخليج لويجي دي مايو. في ذلك الاجتماع، بحث الطرفان إمكانية إعفاء مواطني دول مجلس التعاون الخليجي من تأشيرة الشنغن.
وكان الاتحاد الأوروبي قرّر عام 2015 إعفاء مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة من تأشيرة الشنغن على ألا تتجاوز مدة إقامتهم 90 يوما في الزيارة الواحدة.
واعتُبرت الإمارات حينها أول دولة عربية وخليجية تحظى بالإعفاء من تأشيرة الشنغن بعد مباحثات معقدّة خاضتها بعثاتها الدبلوماسية في الخارج لمدة ثلاث سنوات لاستصدار قرار مماثل.
غير أن القرار الأوروبي لم يرق إلى مستوى توقعات خليجية كانت تأمل بإعفاء مواطني دول مجلس التعاون الخليجي من التأشيرة ومن التقدّم بطلب للحصول عليها.
“قرار سلبي”
عضو هيئة الصحفيين السعوديين العميد عبد العزيز منيف بن رازن وصف هذا القرار بالسلبي تجاه دول مجلس التعاون الخليجي، وقال في مقابلة مع بي بي سي نيوز عربي: “كانت فرصة ذهبية أن يسافر السائح الخليجي مباشرة إلى أوروبا في أي وقت يريد ومن دون المرور بالإجراءات الروتينية للحصول على تأشيرة الشنغن”.
واعتبر بن رازن أن هذا القرار الذي جاء برأيه ترجمة للجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية سواء في السياسة أو في الاقتصاد، سينعكس إيجاباً على الدول الأوروبية من الناحية الاقتصادية لاستقطابها سائحين خليجيين، كما سينعكس إيجاباً على المواطن الخليجي لجهة تسهيل الأمور العملية المتعلقة بالحصول على تأشيرة مدتها 5 سنوات من أول مرة يتم فيها التقدّم بالطلب بعد أن كانت تُمنح لمدة عام واحد أو عامين، مشدداً في الوقت نفسه على أن القرار الأمثل كان يكمن في إعفاء مواطني دول مجلس التعاون من التأشيرة برمتها.