SWED 24: لطالما ارتبط العمل من المنزل بفوائد مثل تقليل الضغط اليومي وتحقيق توازن أفضل بين الحياة المهنية والعائلية، لكن دراسة جديدة تشكك في هذه الصورة الإيجابية، مشيرة إلى أن العمل عن بُعد قد يكون أكثر إرهاقًا مما يُعتقد.
وفقًا للدراسة، فإن 38 بالمائة من الأشخاص الذين يعملون من المنزل على الأقل نصف وقتهم يشعرون إما بـ “قدر من التوتر” أو “ضغط مرتفع”. في المقابل، فإن نسبة الإجهاد لدى من يعملون من المكاتب بشكل كامل أقل، حيث بلغت 29 بالمائة فقط.
تقول آسا ميمويس، خبيرة استراتيجيات الصحة في بيئة العمل لدى شركة Falck للصحة والعمل، التي أجرت الدراسة: “يبدو أن لدينا تصورًا مثاليًا عن العمل من المنزل، حيث نراه مريحًا وخاليًا من الضغوط، لكن الواقع قد يكون مختلفًا”.
فارق بين العمل المختلط والعمل عن بُعد
تشير الدراسة إلى فروق واضحة بين من يعملون يومين أو ثلاثة أيام في الأسبوع من المنزل وبين أولئك الذين يعملون عن بُعد بشكل كامل.
وتوضح ميمويس، قائلة: “الكثير من الشركات تتجه نحو نموذج العمل المختلط، حيث يُطلب من الموظفين قضاء معظم وقتهم في المكتب. هذا النموذج يبدو أكثر توازنًا من حيث التأثير النفسي”.
أما الذين يعملون عن بُعد بالكامل، فهم يواجهون تحديات إضافية قد تزيد من مستوى التوتر لديهم، مثل:
– الحاجة إلى جدولة الاجتماعات باستمرار حتى لأبسط القضايا.
– توقعات أعلى من حيث التوفر المستمر عبر البريد الإلكتروني والمنصات الرقمية.
– العزلة الاجتماعية مقارنة ببيئة العمل المكتبية.
– قلة التعرض للضوء الطبيعي والحركة اليومية التي تأتي بشكل تلقائي عند الذهاب إلى المكتب.
الضغط النفسي أعلى بين الشباب
أظهرت الدراسة أن الفئة الأكثر تأثرًا بالضغوط الناتجة عن العمل من المنزل هي الشباب دون سن الثلاثين.
وشددت ميمويس على أن أصحاب العمل يجب أن يأخذوا هذا العامل في الاعتبار عند وضع سياسات العمل عن بُعد، وقالت: “نعلم أن فئة الشباب تعاني بالفعل من معدلات أعلى من التوتر والاضطرابات النفسية، وبالتالي، فإن العزلة في بيئة العمل من المنزل قد تزيد من تفاقم هذه المشكلات”.
تشير النتائج إلى أن العمل من المنزل ليس بالضرورة بيئة مثالية للجميع، وأنه قد يؤدي إلى زيادة التوتر بدلًا من تخفيفه، خاصة بين الشباب. وبالتالي، فإن تبني نموذج عمل هجين، يجمع بين العمل من المنزل والمكتب، قد يكون الحل الأمثل للحفاظ على التوازن النفسي والمهني.