على مدار 6 أشهر متتالية، راجع أحد المرضى في السويد، العديد من المراكز الصحية في بلدة Tyresö السويدية، دون أن يحصل على إجراء فحص مناسب من قبل الطبيب، ليتبين لاحقاً اصابته بالسرطان بشكل خطير.
وبحسب الجهات التي قدمت الرعاية للرجل، فأن نواقص في الترجمة كانت جزءاً من التشخيص المتأخر، بحسب ما ذكرته صحيفة “mitti” في ستوكهولم.
وكان الرجل، الذي لم يكن يجيد التحدث باللغة السويدية يعاني من آلام في الصدر عندما طلب الرعاية الصحية الطارئة في مستشفى Södersjukhuset، وتم اعطاءه مسكنات للألم وأدوية لعلاج الارتجاع الحمضي، وتم ارساله الى مركز صحي في Tyresö للمتابعة وإجراء المزيد من فحوصات الرئتين.
مراجعات عدة دون نتيجة
وكانت المراجعة الأولى للمريض في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، بعدها طلب الرعاية 14 مرة أخرى على مدى ستة أشهر بسبب آلامه، ولكن لم يتم تشخيص مرضه بشكل حقيقي إلا في حزيران/ يونيو 2023، عندما أُدخل الرجل أخيراً الى مستشفى سودر، ليتبين انه يعاني من سرطان حاد وهو منتشر بشكل واسع.
وكانت وكالة سيرين للأنباء هي أول من تحدثت عن القضية، التي تم رفعها الآن الى السلطات الصحية للتحقيق فيها بالتشاور مع كبير الأطباء في مقاطعة ستوكهولم منطقة الرعاية الصحية.
ويصف التحقيق كيف ان الرجل طلب الرعاية في ثلاث مراكز صحية مختلفة في Tyresö، بالإضافة الى عدد من زيارات الطوارىء في أقسام الطوارىء القريبة ومستشفى سودر.
لا يوجد فحص طبي
وبحسب الملاحظات كان من الصعب التواصل مع الرجل، لأنه لم يكن يتحدث اللغة السويدية، ولكن ليس من الواضح ما إذا كان المترجم متواجداً أثناء جلسات الرعاية الـ 11 الأولى.
وتمت إحالة الرجل مرات عدة الى مركز التأهيل في Tyresö لتلقي العلاج الطبيعي ولم يتم إجراء فحص طبي مناسب له حتى الزيارة الرابعة عشرة، وكان المترجم حاضراً بعد ذلك تم تصوير الرجل بالأشعة السينية. ولكن وقبل الزيارة الأخرى المقررة الى المركز الصحي، طلب الرجل رعاية الطوارىء مرة أخرى ليتم اكتشاف إصابته بالسرطان.
وفي التحقيق في الأضرار الطبية، يبدو أن الرجل تلقى تشخيصاً متأخراً لإصابته بسرطان شديد وأنه عاني من آلام شديدة دون علاج نتيجة عدم فهم اللغة وعدم كفاية التقييم الطبي. وجاء في التحقيق ايضاً انه اثناء زيارة الطبيب كانت بشرة الرجل صفراء دون سبب معين، لكن مع ذلك لم يتفاعل الطبيب مع الأمر.
لا مشكلة في الحصول على مترجم
وكتب مدير العمليات في مركز Bollmora الصحي رسالة بعث بها بالبريد الإلكتروني الى الصحيفة، قائلاً أنه يرفض التعليق على حالات المرضى الفردية، لسرية المعلومات.
لكنه ذكر أيضاً، إنه يجب على الموظفين الإستعانة بمترجم فيما يتعلق بالزيارات من أجل الحصول وبشكل موضوعي على المعلومات اللازمة لرعاية المريض وعلاجه، وان على الجهة التي تقدم الرعاية الصحية حجز المترجم.
وقال الدكتور: “في مركز بالمورا للرعاية، تكون الممرضات مكلفات بحجز مترجم عند الحاجة. نحن لا نشعر أن من الصعب الحصول على مترجم”.
وحول التحقيق الطبي بخصوص تشخيص المريض، قال إنه يجب على مركز رعاية بولمورا وعيادة إعادة التأهيل الآن النظر في الروتين المتبع للتقييم عبر الهاتف، حيث من المهم في هذه الحالة تحديد موعد اللقاء بحضور المترجم في حال كان المريض لا يجيد الحديث بالسويدية بشكل جيد.
حقائق، وفقاً للمجلس الوطني للصحة والرعاية الإجتماعية:
- الحق في الحصول على مترجم. وفقاً للقانون السويدي، تتولى الجهة التي تقدم الرعاية الصحية مسؤولية وجود مترجم عند لقاء المريض مع الطبيب في حال كان المريض بحاجة الى ذلك.
- يحق للمرضى الذين يعانون من إعاقات معينة، مثل ضعف السمع والمكفوفين وكذلك الأشخاص الذين لا يتحدثون لغة اخرى غير لغة العاملين في الرعاية الصحية، الحصول على مترجم فوري.
- في مجال الرعاية الصحية، يتم التوصية بمترجمين فوريين معتمدين للاقسام الرعاية الصحية.