SWED24: عاشت مادلين، 19 عامًا، لحظات رعب خلال هجوم أوربرو الدامي. وقبل يوم واحد من الحادث، حلمت مادلين بإطلاق نار.
كانت مادلين شوبيريغ (19 عامًا) جالسة في صفها الدراسي عندما بدأ إطلاق النار في مدرسة ريسبيرجسكا في أوربرو، لتجد نفسها محاصرة وسط الفوضى والرعب. لكن الأمر الأكثر إثارة للدهشة أنها حلمت قبل الحادث بيوم واحد بأنها تعرضت لإطلاق نار ونجت. حلم تحول إلى كابوس حيّ أمام عينيها.
رسالة من قلب العاصفة
في تمام الساعة 12:30 ظهر الثلاثاء، أوصل يوهانس شوبيريغ ابنته إلى المدرسة، وغادر مطمئنًا. بعد ثلاث دقائق فقط، استقبلت السلطات أول بلاغ عن إطلاق نار داخل المبنى.
يروب الأب قصته، قائلاً: “كنت في طريقي للعودة إلى المنزل عندما رأيت سيارات الشرطة والإسعاف تتجه نحو المدرسة بسرعة جنونية. شعرت بالقلق. ثم تلقيت مكالمة من صديقة مادلين عبر تطبيق ماسنجر، تخبرني أن هناك مسلحاً داخل المدرسة. أصابتني القشعريرة، فاستدرت فوراً وعدت إلى هناك”.
داخل الفصل، سمعت مادلين صوت الطلقة الأولى، عندها أغلق المعلمون والطلاب الأبواب، حجبوا المدخل بالطاولات، أطفأوا الأنوار، وجلسوا على الأرض في صمت تام.
في خضم تلك اللحظات العصيبة، أرسلت مادلين رسالة نصية قصيرة لوالدها تقول فيها: “أنا خائفة، هناك إطلاق نار… أحبك”.
حلم مرعب يتحقق
في مفارقة غريبة، تكشف مادلين أنها حلمت في الليلة السابقة بأنها أصيبت برصاصة لكنها نجت.
وتقول: “عندما سمعت الطلقات، شعرت وكأنني أعيش حلمي من جديد. كنت متأكدة تمامًا أن ما يحدث هو إطلاق نار حقيقي، ولهذا عرفت أنني بحاجة للالتزام بالهدوء”.
كان الخوف الأكبر لدى مادلين وزملائها أن يقتحم المسلح الفصل الدراسي ويقتلهم جميعاً. لكنها تحاول تمالك أعصابها، وتقول إن إيمانها بالله ساعدها في الحفاظ على هدوئها، ما جعلها قادرة على تهدئة الآخرين.
وتضيف: “الفتاة التي كانت تجلس بجواري دخلت في نوبة هلع حادة، لم تستطع التنفس، وبدأت بالبكاء الشديد. حاولت تهدئتها، وساعدناها جميعاً”.
“لا تنظروا إلى الأرض!”
بعد ساعات من الرعب، اقتحمت الشرطة الفصل لإخراج الطلاب، لكن الضباط حذروهم بشدة من النظر إلى الأرض أثناء خروجهم.
تتذكر مادلين، وتقول: “أخبرونا: ’لا تنظروا إلى الأسفل، سترون دماءً وجثثًا‘، لكن الكثيرين لم يتمكنوا من منع أنفسهم من النظر. كان الأمر يفوق السيطرة”.
بعد نجاتها، التقت مادلين بوالدها في مشهد مليء بالمشاعر.
يقول الأب: “ذهبنا إلى مطعم، تناولنا الطعام، وحاولنا استيعاب ما حدث. كان شعوراً لا يوصف أن أراها على قيد الحياة”.
بعد المجزرة، كان من المقرر إعادة فتح المدرسة الأسبوع المقبل، لكن القرار تأجل بسبب حالة الذعر التي تسيطر على الطلاب وأولياء الأمور.
تقول مادلين: “أعتقد أن الكثير من الطلاب لن يعودوا إلى المدرسة أبداً. مجرد التفكير في المكان يحيي الذكريات المروعة”.
المجزرة التي هزت السويد أسفرت عن مقتل سبع نساء وثلاثة رجال، فيما تم العثور على المشتبه به، ريكارد أندرسون (35 عامًا)، ميتًا داخل المبنى، وفقًا لما نقلته TV4 Nyheterna.