فى مثل هذا اليوم 11 أيلول/ سبتمبر 2003، اغتيلت وزيرة الخارجية السويدية آنا ليندي عندما كانت تقوم بالتسوق في متجر «نورديسكا كومبانيات» وسط ستوكهولم على يد شاب صربي يدعى ميخائيل ميجائيلوفيتش (32 سنة) بعد أن قام بطعنها في الذراع والبطن والصدر طعنات قاتلة فى الكبد والمعدة وتوفيت على أثرها بعد يوم.
وأعادت الجريمة التي كانت هزّت السويد والعالم للأذهان حادث اغتيال السويدي أولف بالمة فى ستوكهولم عام 1986.
وكان اسم ليندي قبل اغتيالها مطروحاً كمرشحة قوية لتولي منصب رئيسة الحكومة.
ولدت في 1957، وكانت أول شخص في عائلتها تمارس السياسة منذ أن كانت في الثانية عشرة، وأصبحت رئيسة للجنة الطلابية في مدرستها وبعد عام انتخبت لعضوية قيادة الشبيبة الاشتراكية الديمقراطية، وشاركت في تظاهرات الحزب الاشتراكى ضد الحرب الأمريكية على فيتنام في 1969.
وفي 1982 تخرجت من كليّة الحقوق وفي العام نفسه انتخبت وهي ابنة 22 سنة في البرلمان السويدي، وفي 1984 ترأست اتحاد الشبيبة الاشتراكية واشتهرت بدفاعها عن البيئة وتصدت للشركات التي تضر بالبيئة، وفى 1994 اختيرت لوزارة البيئة وفي 1998 اختيرت لوزارة الخارجية. وبسبب ما كانت تحظى به من احترام أوروبي حتى من معارضيها فقد كان لمقتلها وقع الصدمة في الأوساط السياسية الأوروبية.
أثار مقتلها الحزن الشديد بين المهاجرين، وكان مجلس الأئمة دعا إلى تخصيص خطبة الجمعة فى المساجد للحديث عن مناقبها والصلاة على روحها، وأشاد الخطباء بتسامحها ومواقفها ضد العنصرية ودفاعها عن حقوق الإنسان وحق اندماج المهاجرين في المجتمع السويدي، ودفاعها عن الفلسطينيين وقضيتهم.
وبعد أحداث 11 سبتمبر أصدرت كتابا مدرسيا للدفاع عن الإسلام وبراءته من العنف ووزعته مجانا وحملت نسخا منه إلى مسجد ستوكهولم المركزي، وقد طالب كثيرون في السويد بضرورة فتح ملف اغتيالها الذين رأوا فيه عملا سياسيا خاصة لمهاجمتها المستمرة السياستين الأمريكية والإسرائيلية، وانتهى سير القضية بالحكم على القاتل بالسجن مدى الحياة.
وكانت الوزيرة انتقدت بشدة على شاشات التليفزيون العلاقة بين أمريكا وإسرائيل، وقالت إنها ستباشر بشكل شخصي مقاطعة المنتجات الإسرائيلية في السويد، وقالت كيف نستسيغ الاحتجاج على قتل الدب الأبيض في القطب الشمالى لصناعة الفراء، ولا نحرك ساكناً إذا قتلت الدبابات الإسرائيلية أسرة فلسطينية بأكملها؟!