SWED 24 :يشهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحولًا استراتيجيًا في الملف السوري مع سقوط نظام بشار الأسد، مما يفتح أمامه فرصة جديدة لمعالجة ما يسميه “المشكلة الكردية” في سوريا، وفقًا لتحليل الخبير في الشأن السوري، آرون لوند.
مع انهيار نظام الأسد، يبرز تقارب ملحوظ بين المشهد السياسي السوري الجديد وأنقرة، حيث يظهر النظام السوري الجديد مرونة أكبر تجاه المصالح التركية، رغم هشاشته. ويرى الخبراء أن هذا التطور يوفر لأردوغان أرضية قوية للتحرك، خاصة في ظل احتمال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، مما قد يؤدي إلى تراجع الدعم الأمريكي للجماعات الكردية.
أردوغان وترامب: رؤية متقاربة
يقول آرون لوند، المحلل في معهد أبحاث الدفاع الشامل: “ترامب كان دائمًا أكثر تفهمًا لموقف أردوغان تجاه سوريا. تصريحاته السابقة بالانسحاب الأمريكي من سوريا تشير إلى إمكانية ترك الأكراد في وضع ضعيف للغاية”.
تحديات تواجه الجماعات الكردية
بحسب لوند، تواجه الجماعات الكردية الموالية لحزب العمال الكردستاني (PKK) تحديات متزايدة، مع تراجع الدعم الدولي وتغير موازين القوى في المنطقة.
أردوغان صعّد من خطابه ضد هذه الجماعات في شمال سوريا، محذرًا من اتخاذ خطوات عملية لمنع إقامة ما وصفه بـ”دولة الإرهاب” قرب الحدود التركية.
لكن خيارات أردوغان لا تقتصر على التدخل العسكري المباشر. ووفقًا للوند، فإن الرئيس التركي قد يعتمد على الفصائل المعارضة المدعومة من تركيا مثل هيئة تحرير الشام.
ويضيف: “إذا تطلب الأمر، قد يلجأ أردوغان إلى تدخل عسكري مباشر، لكن ذلك قد يؤدي إلى توترات مع واشنطن”.
مستقبل القوات الكردية بين الحل والتصفية
تشترك الأطراف السورية، القديمة والجديدة، في رؤية موحدة بشأن القوات الكردية، حيث ترى ضرورة دمجها ضمن الجيش السوري. ووفقًا لقائد هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع، فإن الحل الوحيد يتمثل في تفكيك هذه القوات ودمج عناصرها بشكل فردي في الجيش الوطني.
يضيف لوند: “دمشق لا تزال ترى في هذه القوات تهديدًا لوحدة البلاد، بغض النظر عن طبيعة النظام الحاكم”.
يبقى الهدف الأكبر لأردوغان هو إنهاء الدعم المقدم للجماعات الكردية، وضمان عدم تأسيس أي حكم ذاتي كردي قد يشكل نموذجًا يلهم الأكراد في تركيا.
يقول لوند: “إذا تمكنت دمشق من بسط سيطرتها بالكامل على المناطق الكردية، فسيكون هذا السيناريو المثالي لأنقرة. إنها فرصة تاريخية بالنسبة لأردوغان”.