SWED24: تُعد كنيسة Bromma في ستوكهولم، التي يعود تاريخها إلى 850 عاماً، واحدة من أقدم المباني في العاصمة السويدية ستوكهولم، وتحمل بين جدرانها العديد من الأسرار التاريخية التي ظلت مخفية لقرون. في جولة استثنائية، لصحيفة mitti كشف القس توربيورن غوستافسون عن بعض هذه الأسرار، التي تتراوح بين رسوم جدارية غامضة، وأقبية دفن خاصة، وأماكن مخفية لم يُسمح للعامة بدخولها.
داخل الكنيسة، توجد جدارية قديمة يعتقد القس غوستافسون أنها شكل من أشكال الغرافيتي تعود إلى 600 عام، وتحديداً من القرن الخامس عشر. تُظهر الرسمة مشهدًا لمعلم بناء يضرب أحد تلاميذه بفأس، وهو أمر يقال إنه كان شائعًا في ذلك العصر، حيث كان معلمو البناء مشهورين بقسوتهم على المتدربين.
ظلت هذه الجدارية مخفية خلف ألواح خشبية ثم تم تغطيتها بالجير حتى تم اكتشافها مجددًا عام 1906.
خلف باب صغير قرب المذبح، يوجد درج حجري ضيق يؤدي إلى حجرة مغلقة فوق سقف الكنيسة المقبب. هذا الفضاء كان مُخصصًا في الأصل لوضع جرس الكنيسة، لكن هيكل السقف لم يكن قادرًا على تحمل وزنه، لذا بقيت المساحة غير مستخدمة.
اليوم، يُمنع دخول هذه الحجرة لأسباب تتعلق بالسلامة، حيث تعتبر ضيقة جدًا وغير آمنة وفقًا لتعليمات هيئة الإطفاء.
مقبرة خاصة – مغلقة بإحكام
يوجد خلف باب آخر بالقرب من المذبح مصلى دفن خاص لعائلة واحدة. يتم عزله عن باقي الكنيسة بواسطة بوابة حديدية مغلقة بإحكام، والمفتاح بحوزة أفراد العائلة المالكة للمقبرة فقط.
أسفل هذا المصلى، في القبو، توجد غرفة دفن خاصة بالعائلة. الدخول إليها يتم عبر باب معدني أسود يقع في الجزء الخارجي من الكنيسة.
كشف القس غوستافسون عن حادثة غريبة حدثت ذات مساء، حيث تلقى اتصالًا هاتفيًا يُبلغه بأن باب القبو، الذي يُفترض أن يكون مغلقًا دائمًا، كان مفتوحًا. وعند تفقده المكان، نزل إلى القبو مستعينًا بإضاءة هاتفه المحمول، ونادى مستفسرًا إن كان هناك أحد بالداخل، لكنه لم يتلق أي إجابة.
غرفة الكنوز
بجانب المصلى الخاص، يوجد غرفة مخفية كانت تُعتبر أول خزنة لكنوز برومّا.
تتميز هذه الغرفة بباب محكم مزود بثلاثة أقفال مختلفة، فيما تم تصميم مقبض الباب على شكل دائرة لمنع دخول الشيطان، الذي يُقال إنه يخشى الأشكال الدائرية.
يعود تاريخ هذه الغرفة إلى 800 عام، وكانت تُستخدم قديمًا لتخزين الفضة الكنسية، وأموال التبرعات، والمستندات المهمة.
في إحدى زوايا الغرفة، يُعلق جرس كاثوليكي قديم يعود إلى ما قبل الإصلاح البروتستانتي في القرن السادس عشر، عندما كانت السويد لا تزال دولة كاثوليكية.
كانت هذه الأجراس تُستخدم في الاحتفالات الدينية الكاثوليكية القديمة، وظلت معلقة على الجدار كإرث تاريخي من تلك الحقبة.
الممر السري تحت الكنيسة
يقود غوستافسون الزائرين إلى ما يسميه “الطابق السفلي للكنيسة”، وهو ممر طويل يمتد تحت المبنى الرئيسي ويضم غرفًا جانبية متعددة.
تم بناء هذا الممر عام 1968، وتُعرض على جدرانه صور جميع القساوسة الذين خدموا الكنيسة عبر العصور، من بينهم يوهان بوسيث (1667-1728)، الذي كان القس الشخصي للملك كارل الثاني عشر.
في أحد الزوايا، تُعرض داخل خزانة زجاجية “تاج الزفاف” الخاص بالكنيسة، وهو تاج ذهبي يسمح للعروس بارتدائه خلال الزفاف داخل الكنيسة فقط، لكنه يُمنع من الخروج خارج المبنى.
قطع نادرة تعود إلى قرون ماضية
في نهاية الجولة، يُظهر غوستافسون مجموعة من المنسوجات الكنسية النادرة، التي تشمل عباءات القساوسة الاحتفالية من القرنين السادس عشر والسابع عشر.
بسبب هشاشتها وتلفها مع الزمن، لم يعد يُسمح باستخدام هذه الأقمشة في الطقوس الدينية. وأعرب غوستافسون عن رغبته في عرض هذه القطع للجمهور، لكنه لم يجد بعد الطريقة المناسبة لذلك، وهو الآن يتشاور مع السلطات المحلية لإيجاد حل يسمح بعرضها بطريقة آمنة.
تظل كنيسة برومّا شاهدًا على التاريخ العريق لستوكهولم، حيث تخفي خلف جدرانها قصصًا وأسرارًا تعود إلى قرون مضت. ومن خلال هذه الجولة، أزاح القس توربيورن غوستافسون الستار عن بعض من هذه الأسرار التي ظلت مجهولة لسنوات طويلة.