في حادث مأساوي وقع عند محاولة عبور القناة الإنجليزية، لقيت الطفلة العراقية سارة الهاشمي، البالغة من العمر سبع سنوات والتي كانت تقيم في السويد، حتفها.
كانت سارة جزءًا من عائلة تم ترحيلها إلى العراق وقررت المحاولة للوصول إلى بريطانيا عبر قارب مهاجرين انطلق من فرنسا.
على الرغم من الوعود بأن القارب سيحمل 40 شخصًا فقط، إلا أنه كان يحمل نحو 70 شخصًا.
خلال الحادث، تمكن أحمد الهاشمي، والد سارة، من إنقاذ زوجته وأطفاله الآخرين، لكنه لم يتمكن من إنقاذ سارة. وقد نتج عن الحادث وفاة خمسة أشخاص، بمن فيهم سارة.
وفقًا لأقوال الوالد لوسائل الإعلام السويدية، فإن العائلة كانت قد رُفضت طلبات لجوئها سابقًا في كل من بلجيكا وفنلندا قبل أن تحاول في السويد، حيث قُرر ترحيلهم إلى العراق.
القرار بمحاولة العبور إلى بريطانيا جاء كمحاولة يائسة لتفادي الترحيل إلى بلد لم يعرفه الأطفال قط.
التحقيقات مستمرة لتحديد ملابسات الحادث، والعائلة تتلقى الدعم من المجتمع والمنظمات الإنسانية خلال هذه الفترة العصيبة.
ماذا حدث بعد ذلك؟
وفي الأيام التي تلت ذلك، قامت السلطات الفرنسية برعاية الأسرة، وفق ما ذكرته بي بي سي بينما كانوا ينتظرون دفن جثة سارة.
وقال والد الطفلة أحمد إنه كان على علم بأنه يواجه انتقادات شديدة على وسائل التواصل الاجتماعي من أشخاص يتهمونه بتعريض عائلته لخطر غير ضروري. وبدا أحمد ممزقا بين قبول ورفض هذا اللوم.
وأضاف “لن أسامح نفسي أبداً. لكن البحر كان خياري الوحيد. كل ما حدث كان رغماً عني. نفدت الخيارات المتاحة لي. يلومني الناس ويقولون: “كيف يمكنني المخاطرة ببناتي؟” وأضاف “لقد قضيت 14 عاما في أوروبا لكنني رُفضت”، موضحًا سنوات من المحاولات الفاشلة لتأمين الإقامة في الاتحاد الأوروبي بعد فراره من العراق عقب ما وصفه بتهديدات من الميليشيات هناك.
وبحسب ما ورد رفضت بلجيكا منحه حق اللجوء بحجة أن البصرة، مسقط رأسه في العراق، مصنفة على أنها منطقة آمنة. وقال إن أطفاله أمضوا السنوات السبع الماضية في الإقامة مع أحد أقاربهم في السويد، لكنه أُبلغ مؤخرا بأنه سيتم ترحيلهم معه إلى العراق.
وقال أحمد “لو كنت أعرف أن هناك فرصة ولو بنسبة 1 في المئة أنني سأتمكن من الاحتفاظ بأطفالي في بلجيكا أو فرنسا أو السويد أو فنلندا لاحتفظت بهم هناك. كل ما أردته هو أن يذهب أطفالي إلى المدرسة. لم أرغب في أي مساعدة. أنا وزوجتي نستطيع العمل، أردت فقط أن أحميهم وأحمي طفولتهم وكرامتهم”.
وأضاف “لو كان الناس في مكاني ماذا كان عساهم سيفعلون؟ أولئك (الذين ينتقدونني) لم يعانوا ما عانيته. كان هذا خياري الأخير”، مناشدا الحكومة البريطانية التعاطف والدعم.