SWED24: في ظل الارتفاع المستمر لأسعار المواد الغذائية، يجد العديد من السويديين أنفسهم في مواجهة ضغوط اقتصادية متزايدة.
وزيرة المالية إليزابيث سفانتيسون (M) لم تخفِ استيائها من الوضع قبل الاجتماع المرتقب مع عمالقة تجارة المواد الغذائية، اليوم الخميس، قائلة في مقابلة مع Nyhetsmorgon: “أنا مستاءة جداً، الوضع صعب للغاية على العديد من المواطنين”.
ومن المقرر أن تلتقي سفانتيسون ووزير شؤون الريف بيتر كولغرين (KD) بممثلي سلاسل البيع بالتجزئة الكبرى، في محاولة لوقف ارتفاع الأسعار أو حتى خفضها في ظل الضغوط الاقتصادية التي يواجهها المواطنون.
وأضافت الوزيرة: “الكثير من الأسر تعاني من ضيق مالي، وهذا يقلقني بشدة. أريد أن يستعيد الناس قدرتهم الشرائية، وأن يتمكنوا من شراء الغذاء دون الشعور بالعبء المالي”.
ضعف المنافسة بين المتاجر الكبرى
أحد العوامل التي تفاقم الأزمة، وفقاً لسفانتيسون، هو أن عدداً قليلاً من الشركات الكبرى يهيمن على السوق، مما يحدّ من المنافسة.
وقد أشار هيئة المنافسة السويدية سابقًا إلى أن ضعف المنافسة يعدّ مشكلة رئيسية في هذا القطاع، مما دفع الحكومة إلى تكليف مصلحة الإسكان السويدية (Boverket) بدراسة كيفية تسهيل إنشاء متاجر جديدة في البلديات لتعزيز التنافسية.
وأكدت الوزيرة، قائلة: “المستهلكون بحاجة إلى خيارات أكثر، ومن الواضح تماماً أن المنافسة ضعيفة للغاية”.
غضب من ظاهرة “التضخم الخفي”
من بين الأمور التي تثير غضب المستهلكين، والتي لم تخفِ الوزيرة استياءها منها، ظاهرة “التضخم الخفي” أو “Shrinkflation”، حيث تبقى الأسعار كما هي، لكن حجم المنتجات يتقلص.
وحول ذلك، علقت سفانتيسون، قائلة: “إنه أمر مزعج جدًا أن يبقى سعر المنتج ثابتاً لكن الحجم ينخفض، سواء كان ذلك في علب الحفاضات أو أكياس القهوة”، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة تجعل من الصعب على المستهلكين مقارنة الأسعار بشكل دقيق.
وتابعت: “نريد أن نسمع مباشرة من المتاجر الكبرى كيف يبررون هذه الممارسات”.
مكافآت المساهمين في Axfood تُثير الغضب
وأعلنت Axfood، الشركة المالكة لـWillys، Hemköp، وMat.se، عن توزيع أرباح بقيمة 1.9 مليار كرونة لمساهميها.
هذه المكافآت الضخمة جاءت في وقت تسعى فيه الشركة إلى تقليل زيادات رواتب موظفيها، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة بين المستهلكين والنقابات.
تقول سفانتيسون: “من الطبيعي أن تحقق الشركات أرباحاً، فهذا ضروري لاستمرارها. لكن من الواضح أن هذه المكافآت الضخمة تستفز المستهلكين، خاصة في ظل الأزمة الحالية حيث يجد البعض صعوبة في تحمل نفقات الغذاء”.
ومع ازدياد الغضب الشعبي والضغوط الاقتصادية، ينتظر الجميع ما ستسفر عنه محادثات الحكومة مع متاجر التجزئة الكبرى، وما إذا كانت ستؤدي إلى خفض الأسعار أو تحسين الأوضاع للمستهلكين.