SWED24: شهد البيت الأبيض مواجهة حادة وغير مسبوقة بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماع كان من المفترض أن يُفضي إلى توقيع اتفاق حول استخراج المعادن بين البلدين.
لكن الاجتماع، الذي استمر 144 دقيقة من التوتر والصراخ، انتهى بإخراج زيلينسكي من المكتب البيضاوي في مشهد أذهل القادة العالميين.
بعد الحادثة، ضغطت الإدارة الأمريكية على زيلينسكي مطالبة إياه بتقديم اعتذار، وحتى التفكير في الاستقالة، لكن الرئيس الأوكراني رفض الرضوخ لهذه الضغوط.
وقال زيلينسكي، متجنباً الإجابة المباشرة على أسئلة الصحفيين: “لست متأكداً من أننا ارتكبنا أي خطأ”.
تصعيد سياسي عالمي بعد المواجهة
الواقعة أثارت ردود فعل دولية واسعة، حيث علقت كايا كالاس، وزيرة الخارجية الأوروبية، عبر منصة X، قائلة: “اليوم أصبح من الواضح أن العالم الحر بحاجة إلى زعيم جديد. يقع على عاتقنا كأوروبيين مسؤولية تحمل هذا التحدي”.
بعد المواجهة، واصل ترامب هجومه على زيلينسكي عبر منصته Truth Social، واصفاً الاجتماع بأنه كان “مهماً للغاية”، لكنه أضاف بسخرية: “يمكنه العودة عندما يكون مستعداً للسلام”.
وفي مقابلة تلفزيونية لاحقاً، صعّد ترامب لهجته قائلاً: “زيلينسكي لا يفعل شيئاً سوى الحديث السلبي عن بوتين. يريد فقط القتال، القتال، القتال… أنا أريد شخصاً يبحث عن السلام، عليه أن يتوقف عن القتال”.
روبيو وغراهام: يجب أن يعتذر أو يرحل
إلى جانب ترامب، خرج مسؤولون أمريكيون بارزون بمواقف أكثر حدة تجاه زيلينسكي. حيث طالب وزير الخارجية ماركو روبيو زيلينسكي بتقديم اعتذار رسمي، قائلاً: “عليه أن يقول آسف لأنه حوّل هذا اللقاء إلى كارثة. لم يكن هناك سبب ليكون عدائياً بهذه الطريقة”.
السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، المعروف بدعمه لأوكرانيا، ذهب إلى أبعد من ذلك، قائلاً: “لم أشعر أبداً بفخر أكبر تجاه ترامب. لقد أظهر للعالم أن زيلينسكي لا يمكنه التصرف بهذه الطريقة. إما أن يغير موقفه تماماً أو عليه أن يستقيل. لا أعتقد أن الأمريكيين يريدون أن يكونوا شركاء له بعد اليوم”.
علاقة واشنطن بكييف “غير قابلة للإصلاح”؟
وفقاً لمصدر أمريكي مطلع تحدث لـ CNN، فإن العلاقة بين ترامب وزيلينسكي باتت “شبه مستحيلة الإصلاح”.
وأضاف المصدر: “ما حدث هو كارثة دبلوماسية. من غير الواضح كيف ستستمر العلاقة الثنائية بين البلدين مع بقاء زيلينسكي في السلطة، ما لم يجد طريقة لإصلاح الموقف”.
بعد مغادرته البيت الأبيض، نشر زيلينسكي تغريدة دبلوماسية تجنب فيها الحديث عن المواجهة مع ترامب، حيث كتب:
“شكراً أمريكا، شكراً لدعمكم، شكراً على هذه الزيارة. أوكرانيا بحاجة إلى سلام عادل ودائم، ونحن نعمل من أجل ذلك”.
وفي مقابلة لاحقة مع Fox News، رفض زيلينسكي التعليق مباشرة على توتر العلاقات مع ترامب، قائلًا:
“العلاقة بين بلدينا أعمق من مجرد رئيسين. إنها علاقة تاريخية قوية بين شعبينا”.
وعندما سُئل عن المطالب الأمريكية بالاعتذار لترامب، تجنب الإجابة مرتين، مؤكداً بدلًا من ذلك على أهمية “الوضوح والشفافية” في العلاقات الدولية، قبل أن يضيف: “لا أعتقد أننا ارتكبنا أي خطأ”.
وختم حديثه بالقول إن الخلاف الذي نشب “لم يكن في صالح أي من الطرفين”، لكنه شدد على أن أوكرانيا بحاجة إلى ضمانات أمنية قبل التفكير في أي محادثات سلام مع روسيا، مضيفًا: “كل ما أريده هو أن يفهم حلفاؤنا الوضع بشكل صحيح، تماماً كما نريد أن نفهمهم. نحن لا نريد أن نخسر صداقتنا”.