مع اقتراب بدء العام الدراسي الجديد لطلاب المدارس الثانوية في السويد، أظهرت الإحصائيات أن نحو 20% من الطلاب الذين أنهوا التعليم الأساسي في المدارس الحكومية خلال الربيع الماضي لم يحققوا المعايير المطلوبة للالتحاق بالبرامج الوطنية في الثانوية.
ويعلق الباحث في مجال التعليم كريستيان لوندال على هذه الأرقام قائلاً: “الواضح أن الموارد المتاحة ليست كافية لرفع جميع الطلاب إلى مستوى النجاح المطلوب”.
وتشير البيانات الأولية من أكبر أربع بلديات في البلاد إلى أن 82% فقط من طلاب الصف التاسع نجحوا في تحقيق المعايير الأكاديمية اللازمة للتقديم للثانوية، مع نسبة أعلى قليلاً في المدارس الخاصة.
الطلاب الذين لم يحققوا هذه المعايير يتم توجيههم إلى برامج تمهيدية تهدف إلى تحسين فرصهم في الالتحاق بالبرامج الوطنية أو مساعدتهم على دخول سوق العمل.
وأوضح لوندال، أستاذ التربية في جامعة أوريبرو، أن الطموح بأن يلتحق جميع الطلاب بالمدارس الثانوية يتطلب توفير موارد أكبر بكثير.
وأضاف: “يمكن القول إن مستوى الطموح في التعليم السويدي قد ارتفع، لكن المناهج الحالية قد تشكل تحدياً كبيراً للعديد من الطلاب، خاصةً أولئك الذين يأتون من بيئات تعليمية ضعيفة”.
تفاوت في النتائج بين المدن
في ستوكهولم، وصلت نسبة الطلاب المؤهلين للالتحاق بالثانوية إلى 87%، في حين كانت النسبة أقل في مدينتي يوتوبوري ومالمو حيث بلغت 77% و 81% على التوالي.
يشير لوندال إلى أن هذه الفجوة قد تكون مرتبطة بوجود عدد أكبر من الطلاب من خلفيات تعليمية ضعيفة في يوتوبوري مقارنة بستوكهولم، ويضيف: “هناك حاجة إلى دراسة الفروقات بين المدارس والمجموعات الطلابية بشكل أعمق لفهم الأسباب”.
وأضاف: “تشير الدراسات إلى أن بعض الطلاب يحصلون على درجات النجاح في الرياضيات على الرغم من أنهم لا يستحقونها، ما يعني أنهم قد يواجهون صعوبات في المدارس الثانوية”.
مخاطر طويلة الأجل
تشير إحصائيات وكالة التعليم السويدية إلى أن مستوى المعرفة بين طلاب التعليم الأساسي ظل ثابتاً على مر السنين، مع بقاء عدد كبير من الطلاب غير مؤهلين للالتحاق بالثانوية.
ويقول لوندال: “هذه المشكلة قد تكون لها عواقب طويلة الأجل، سواء على المستوى الشخصي أو الاقتصادي”.
من جانبها، أكدت إميليا بيجغرين، مستشارة التعليم في ستوكهولم، على الحاجة إلى تدخلات سياسية أكبر لزيادة نسبة الطلاب المؤهلين.
وأضافت: “الإحصائيات تظهر أن الدرجات في الصف السادس كانت في تراجع لوقت طويل. ومع ذلك، نحن مرتاحون للبقاء على مستوى مستقر من حيث تأهيل الطلاب للثانوية، لكننا لن نكون راضين حتى نرى مزيداً من الطلاب يحققون النجاح المطلوب. سنواصل الاستثمار، خاصة في السنوات الدراسية المبكرة”.