هذا المقال منشور في موقع راديو مونت كارلو الدولية يُعبر عن وجهة نظر الكاتبة المقيمة في السويد
تعتبر فترة ما قبل الانتخابات من الفترات الأشد سخونة في السويد، حيث نرى المعارك السياسية بين الأحزاب على وسائل التواصل وفي الإعلام، وبالطبع يزداد الحديث عن المهاجرين، واتهامهم بأنهم السبب في كل المصائب التي تحدث مثل زيادة الجرائم، والتي أرى أن أهم أسبابها الفقر، وصعوبة إيجاد عمل، والشعور بالعزلة.
وتواجه الأحزاب اليسارية، والوسط تهمة أنها السبب في عدم اندماج اللاجئين، وعدم تعلمهم للغة البلد التي يعيشون فيها، وتزداد مطالب الأحزاب اليمينية بأن تكون إجادة اللغة السويدية شرطا للحصول على الإقامة الدائمة رغم أنه في السابق لم تكن حتى شرطا للجنسية.
وقد قام السياسي المعروف بإثارته للجدل (حنيف بالي) الذي ينتمي لحزب المحافظين بنشر صورة دعائية انتخابية تظهر فيها رئيسة حزب الوسط، ومكتوب على صورتها “التضامن الإنساني، لا للعنصرية، صوّت لحزب الوسط من أجل حرية، وديمقراطية أفضل” وكتب تعليقاً قال فيه: “الأشخاص الذين لا يعرفون حتى عبارات بسيطة باللغة السويدية لا ينبغي أن يكونوا قادرين على التصويت في الانتخابات البرلمانية”.
ثم أنهى تعليقه بسؤال لرئيسة حزب الوسط
ما رأيك يا (أنّي لوف) بما هو مكتوب بالعربية؟”
فردت زعيمة حزب الوسط بصورة لإعلان نشره حزب المحافظين الذي ينتمي له (حنيف) ومكتوب عليه بالعربية “تخفيض الضرائب، وتشديد العقوبات”. وكان هذا الرد وافياً لإحراج (حنيف بالي) إلا أنه حاول تغيير الموضوع، والقول أنه ضد ما فعله حزبه من استخدام اللغة العربية في حملته الانتخابية، وأنه مع أن تكون اللغة شرط الحصول على الجنسية.. إلخ، إلا أنه غرد بعد ذلك بأن (أنّي لوف) انتصرت عليه في هذه الليلة.
بالنسبة لي أجد أن من الممتع متابعة الانتخابات، وهذه المنافسة، والحماس، حتى الجدل بينهم ضمن حدود الأدب، وهذا ما جعلني أنخرط في السياسة هنا، وأعيش تجربة الديمقراطية، تزعجني الاتهامات التي تواجه المهاجرين، ولكنني أعلم أن الزمن سيثبت أن التنوع لصالح السويد، وأن المهاجرين إضافة لهذا البلد، وليس العكس.
هند الإرياني
صحفية يمنية وناشطة في حقوق الانسان، حاصلة على بكالوريوس علوم كمبيوتر من صنعاء وماجستير إدارة أعمال من بيروت. حصلت على جائزة المرأة العربية لعام 2017.