قالت الصحفية، والناشطة الاجتماعية اليمنية المعروفة، هند الأرياني، إنها تعرضت الى “هجوم” من اليمين المتطرف في السويد، رداً على تعليق كتبته الأرياني على منشور في الفيسبوك لرئيسة الوزراء السويدية ماغدلينا أندرشون، على رغم أن الأرياني لم تكتب في تعليقها شيئاً، غير التعبير عن تأييد ما كتبته أندرشون حول الأحداث التي تلت إحراق المصحف في السويد.
وكتبت الأرياني في مقال رأي نشرته في صحيفة “أفتونبلادت” تقول: “شعرت، بعد قراءة التعليقات كما لو كنتُ أنا من رشق الشرطة بالحجارة، وأحرق السيارات”! معبرة عن اعتقادها أن ذلك يحدث “على الأرجح لأنها أجنبية ومن أصول مهاجرة”.
وأضافت: “أنا صحفية يمنية هاجرت مؤخراً إلى السويد، لقد علمتني التجربة أن أحاول دائماً رؤية صورة ما يحدث من كل الجوانب قدر الإمكان. لقد دافعت دائماً عن حقوق الأقليات في بلدي الأم، حتى جاء اليوم الذي أصبحت فيه جزءاً من مجموعة أقلية في السويد. عندما قرأت الأخبار والتعليقات السياسية حول الأحداث التي أحاطت بحرق القرآن وكل الغضب الذي تحول إلى عنف، لاحظت بوضوح أنه لا أحد يتحدث بالفعل مع المسلمين في السويد”.
“الحوار غائب.. لنستشهد بتجربة نيوزيلندا”
ومضت الأرياني في مقالها تقول: “جميع النقاشات الدائرة حول هذا الموضوع موجهة الى غالبية سكان السويد، وحتى عندما يعبر السياسيون عن اشمئزازهم من رسالة الكراهية ضد المسلمين، فإنها لا تصل إلى سكان المناطق الضعيفة. لا أدري إذا كان غياب الحوار مع الأقلية المسلمة يعود إلى الخوف من قول شيء خاطئ قد يؤدي إلى مزيد من المشاكل؟ ربما يكون الأمر كذلك”، حسب تعبيرها.
وتستشهد الكاتبة بتجربة نيوزيلندا، وتقول” هناك الكثير لنتعلمه من نيوزيلندا، أنظروا ماذا حدث بعد مقتل مسلمين في مسجدين على يد إرهابي يميني متطرف؟ فقبل أن يتمكن أي شخص من شن هجوم مضاد، لجأت رئيسة وزراء نيوزيلندا إلى مسلمي البلاد، ظهرت وهي ترتدي حجاباً لتظهر أنها واحدة منهم وتحدثت مباشرة إلى أولئك الذين تأثروا في الهجوم.
لم تحدث هناك ردود فعل عنيفة واحتجاجات كبيرة. لماذا؟ لأن المسلمين هناك شعروا بأنهم سُمعوا، وشعروا أن الحكومة هي أيضاً حكومتهم، وشعروا أنهم جزء من المجتمع النيوزيلندي”.
“أنا ضد العنف.. لكن إهانة معتقدات الآخرين مدمر للمجتمع”
شددّت كاتبة المقال هند الأرياني على أنها تقف بوضوح “ضد العنف والاعتداء على الشرطة”، وتقول إن ” من الواضح أنه يمكن انتقاد الإسلام والأديان الأخرى، لكن استفزاز الآخرين وإهانتهم بسبب معتقداتهم أمر مدمر للمجتمع”.
وأضافت: “في نيوزيلندا، كان هناك حدث أسوأ بكثير، حيث قُتل الناس داخل المساجد وهو مكان مقدس، لكن ردود الفعل كانت مختلفة، ليس لأن المسلمين مختلفون في نيوزيلندا ولكن السياسيون هناك لم يتجاهلوهم.
يأتي العديد من المهاجرين إلى السويد للتمتع بحياة أفضل، ويهربون من الحرب وعدم المساواة، وبعيداً عن العنف، ويريدون أن يظل هذا البلد آمناً ولكنهم يريدون أيضاً الشعور بأنهم ينتمون إلى هنا، لكن بدلاً من ذلك يواجهون الإقصاء والفصل العنصري.
عندما يغيب الحوار، تخلق أرضية خصبة لسوء التفاهم وعدم الرضا. المثال الحالي هو الحملة ضد الرعاية الإلزامية للأطفال من قبل الخدمات الاجتماعية، حيث يتم استغلال الوضع من قبل الأحزاب اليمينية التي تتهم الحكومة بفشل سياسة الاندماج”.
وترى الأرياني أنه لخلق مجتمع آمن “يجب أن نتواصل مع بعضنا البعض، يجب على وسائل الإعلام والسياسيين معالجة وإشراك المجتمع بأسره في الحوار حول قضايا المجتمع.
نحن بحاجة إلى بناء جسور بين الأقليات ومجتمع الأغلبية السويدي، أنا أضمن أن هذا سيحل العديد من المشاكل وسوف نظهر أن السويد يمكنها أن تفعل ما هو أفضل”.