في أعقاب سلسلة التفجيرات الأخيرة في لبنان، بدأت تثار تساؤلات حول مدى إمكانية اختراق الأجهزة الإلكترونية الشخصية مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والتلفزيونات الذكية، في ظل الأحداث المروعة التي شهدها البلد.
الهلع انتشر سريعًا بعدما استهدفت التفجيرات الأولى أجهزة النداء “البيجر” التي تُستخدم للتواصل، وتبعها استهداف أجهزة الاتصالات اللاسلكية مثل “ووكي توكي” التي تعتمد عليها جهات مثل حزب الله، مما أدى إلى وقوع عدد كبير من الضحايا.
التفاصيل المروعة لعدد القتلى والمصابين
أعلنت السلطات اللبنانية ارتفاع عدد ضحايا التفجيرات، مشيرة إلى أن الحصيلة وصلت إلى 37 قتيلًا وأكثر من 3500 جريح خلال اليومين الماضيين.
استهدفت التفجيرات في البداية أجهزة “البيجر”، ما أسفر عن مقتل 12 شخصًا، وتلا ذلك انفجارات أخرى طالت أجهزة الاتصالات اللاسلكية “ووكي توكي” التي أسفرت عن مقتل 25 شخصًا وإصابة الآلاف.
هل الأجهزة الإلكترونية الشخصية في خطر؟
بعد هذه الأحداث الدامية، تعالت التساؤلات حول إمكانية تعرض الأجهزة الشخصية مثل الهواتف الذكية واللابتوبات والتلفزيونات الذكية لهجمات مماثلة. في هذا السياق، أوضح الدكتور وليد حجاج، خبير أمن المعلومات، أن استهداف هذه الأجهزة أمر صعب التحقيق ووصف السيناريو بأنه “غير عملي”.
وأكد أن الحوادث التي شهدتها لبنان ترتبط بتفخيخ مسبق للأجهزة، وهي عملية لا يمكن تطبيقها بسهولة على الهواتف الذكية.
التفخيخ المسبق.. العنصر الحاسم
أوضح الدكتور حجاج أن التفجيرات تمت عبر شحن الأجهزة المتفجرة بمكونات إضافية مسبقة، ما أدى إلى الانفجارات المدمرة. وأشار إلى أن الهواتف الذكية قد تتعرض لأضرار طفيفة، مثل ارتفاع حرارة البطارية أو انفجار بسيط، في حال محاولة استهدافها، لكن ذلك لا يقارن بحجم الدمار الذي وقع في لبنان.
التقنيات المتطورة والشريحة الدقيقة
يرى الدكتور حجاج أن هذه التفجيرات ناتجة عن زرع شرائح دقيقة للغاية “مايكروشيب” داخل الأجهزة، ما يسهل التحكم فيها عن بعد لتفجيرها في الوقت المحدد. هذه التقنيات تمثل تطورًا لأساليب قديمة، حيث سبق وأن استخدمت إسرائيل في الماضي تفخيخ هواتف لاستهداف شخصيات معينة مثل حادثة تفجير هاتف يحيى عياش.
استخدام الذكاء الاصطناعي في الصراعات
وفيما يتعلق بالتطورات المستقبلية، لا يستبعد الخبير التقني أن تكون هذه التفجيرات بمثابة مقدمة لتكثيف استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب، مما قد ينقل العالم إلى فصل جديد وأكثر خطورة في إدارة الصراعات.
وأكد أن إسرائيل بالفعل تعتمد على الذكاء الصناعي في منظومتها الدفاعية، مثل القبة الحديدية، ما يعزز احتمالية توسع استخدام هذه التكنولوجيا في العمليات العسكرية مستقبلاً.
ويبقى السؤال المُلّح: هل ستُسن القوانين اللازمة للجم هذه التكنولوجيا قبل أن تتحول إلى وحش كاسر لا تبقي ولا تذر؟