SWED24: في خضم التصعيد الحاصل في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، تواجه صناعة الأزياء السريعة جدًا (Ultra Fast Fashion) أزمة غير مسبوقة قد تُغيّر شكل سوق الموضة العالمي، خاصة مع فرض رسوم جمركية متبادلة تهدد بتقويض أرباح العلامات التجارية التي تعتمد على الملابس الرخيصة جداً.
العلامات الصينية الشهيرة مثل Shein وTemu، التي غزت الأسواق الأمريكية بمنتجاتها زهيدة السعر، قد تكون في مرمى نيران الرسوم الجديدة. ومع ارتفاع التكاليف الجمركية، يبدو أن زمن القمصان التي تُباع بثلاثة دولارات في طريقه إلى الانتهاء، على الأقل داخل السوق الأمريكي.
صدمة أسعار في الطريق تقول إميلي داهل، الباحثة في علم الموضة: “الاتحاد الأوروبي بدأ يستعد لاستقبال طوفان من المنتجات الصينية الرخيصة، لكن في الولايات المتحدة، القيود الجمركية الجديدة قد تُحدث صدمة حقيقية في الأسعار”.
الخطوات التصعيدية بين العملاقين الاقتصاديين لم تقتصر على التكنولوجيا أو السيارات، بل امتدت لتشمل الملابس والمنتجات الاستهلاكية التي تُعد جوهر نموذج “الألترا فاست فاشن” – حيث تُنتج آلاف القطع أسبوعياً وتُشحن مباشرة للمستهلكين بأسعار زهيدة للغاية.
هل ينجو النموذج الاقتصادي؟
النموذج الذي اعتمدت عليه Shein وTemu يقوم على تضييق الفجوة بين التصميم والإنتاج والتوصيل خلال أيام قليلة فقط، مستغلاً انخفاض تكاليف التصنيع في الصين. لكن الرسوم الجمركية المرتفعة، التي تصل في بعض الحالات إلى أكثر من 100 بالمائة قد تُجهض هذه المعادلة.
كما يتوقع خبراء أن تبدأ الشركات في البحث عن سلاسل توريد بديلة خارج الصين، أو ربما الاتجاه إلى تقليص الإنتاج، وهو ما قد يؤدي إلى تراجع عدد المنتجات الجديدة المعروضة أسبوعياً، أحد أبرز مزايا هذا النموذج السريع. ت
ومع ارتفاع الأسعار المحتمل، قد يُجبر المستهلكون على إعادة التفكير في ثقافة “الشراء السريع والرخيص”، والتي لطالما وُجهت لها انتقادات تتعلق بالبيئة وظروف العمال. وفيما تبدو المعركة الجمركية بين واشنطن وبكين مرشحة للاستمرار، يبقى السؤال مفتوحاً: هل ستكون الأزياء السريعة جدًا أولى ضحايا هذه الحرب الاقتصادية؟