أيام قليلة تفصل عشاق الساحرة المستديرة عن انطلاق العرس الكروي الأوروبي الكبير، يورو 2024، الذي تستضيفه ألمانيا على أرضها وبين جماهيرها المتعطشة للألقاب.
وتعود هذه البطولة بذاكرة الألمان لعام 2006، حينما احتضنت بلادهم كأس العالم في أجواء احتفالية لا تُنسى، رغم أن التتويج كان من نصيب إيطاليا، التي تُمني النفس بتكرار الإنجاز هذه المرة، بعد فوزها بيورو 2020 الذي أُقيم في عام 2021 بسبب جائحة كورونا.
وعلى الرغم من حماس الجماهير الألمانية، إلا أن منتخب “الماكينات” لا يُصنف ضمن أبرز المرشحين للفوز باللقب، لا سيما مع تواجده في المركز السادس عشر عالمياً، كنتيجة طبيعية لسلسلة إخفاقات مُني بها في البطولات الكبرى الأخيرة.
فبعد خروجه المُدوّي من الدور الأول لكأس العالم 2018 في روسيا، وتوديعه يورو 2020 من دور الـ 16، كرّر المنتخب الألماني سيناريو الإخفاق في مونديال قطر 2022، مُخلفاً خيبة أمل كبيرة في نفوس محبيه.
الديوك والأسود.. أقوى المرشحين
وفي ظل هذه المعطيات، تُشير كل التوقعات، سواء من المحللين أو حتى شركات المراهنات، إلى أن المنتخبين الفرنسي والإنجليزي هما الأوفر حظاً لخطف اللقب.
فـ “الديوك” الفرنسية، صاحبة المركز الثاني عالمياً والأول أوروبياً في تصنيف الفيفا، تطمح لتعويض خسارة نهائي مونديال قطر 2022، واستعادة لقبها العالمي الذي حققته في روسيا 2018.
أما “الأسود الثلاثة” الإنكليزية، وصيفة بطل يورو 2020، فتراهن على مجموعة شابة مليئة بالمواهب اللامعة مثل جود بيلينغهام، بطل دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد، إلى جانب الهداف المخضرم هاري كين، الذي توج هدافاً للدوري الألماني مع بايرن ميونيخ برصيد 44 هدفاً هذا الموسم.
ثقة ناغلسمان وتفاؤل كلينسمان
وعلى الرغم من صعوبة المهمة، إلا أن المنتخب الألماني لا يستسلم، ويُمني النفس بتقديم مستوى مُشرف على أرضه ومصالحة جماهيره التي عايشت سلسلة طويلة من الهزائم.
يُعبر المدير الفني يوليان ناغلسمان عن ثقته في قدرات لاعبيه، حيث قال قبل مواجهة كرواتيا الودية: “لدي شعور بأننا قادرون على الفوز بالبطولة. في معظم الأوقات يكون حدسي في محله”.
ويتفق المدرب الأسبق للمنتخب الألماني يورغن كلينسمان مع ناغلسمان، حيث يرى أن التشكيلة الحالية قادرة على منافسة الكبار على اللقب، وذلك على الرغم من السجل المتواضع للماكينات في البطولات الأخيرة.
التناغم مفتاح النجاح
ويُراهن المنتخب الألماني على التناغم بين اللاعبين و ناغلسمان من أجل إبقاء اللقب في ألمانيا. وهو ما أكدّه قائد الدفاع أنطونيو روديغر بقوله: “لدينا الآن مدرب يناسب الفريق ولديه فكرة واضحة عن كيفية لعب كرة القدم”.
وشدّد روديغر، الذي انضم إلى صفوف المنتخب الألماني بـ”عقلية الفوز” التي اكتسبها من ريال مدريد، على أهمية المباراة الافتتاحية أمام اسكتلندا في 14 يونيو بميونيخ، والتي ستكون مفتاحاً لمتابعة المشوار بنجاح في البطولة.
البداية مهمة للغاية
ويُؤكّد النجم الألماني السابق توماس هيلمر، بطل يورو 1996 مع المانشافت، أهمية الانطلاقة القوية، مستذكراً تجربته في تلك البطولة: “لم نكن ضمن المرشحين للفوز باللقب، لكن بعد انتصارنا في المباراة الأولى أمام التشيك، اكتسبنا زخماً كبيراً واصلنا به المشوار حتى نهائي البطولة. أتمنى أن يتكرر الشيء نفسه في هذه النسخة”.
ويُدرك المنتخب الألماني جيداً أن المهمة لن تكون سهلة، لاسيما أمام منتخبات قوية مثل فرنسا وإنجلترا، لكنه سيقاتل من أجل إسعاد جماهيره واستعادة أمجاد الماضي.