تواجه ثقافة العري في ألمانيا، المعروفة بانفتاحها وتاريخها العريق، تحديات خطيرة تتمثل في تراجع الإقبال عليها، خاصة من قبل جيل الشباب، مما يثير مخاوف من اندثارها.
يُعبر ألفريد سيغلوش، رئيس الاتحاد الألماني لثفافة حرية الجسم (DFK)، عن قلقه الشديد إزاء تراجع أعداد المُنضمين لحركة العري، مُشيراً إلى فقدان الاتحاد أكثر من نصف أعضائه خلال الـ 25 عاماً الماضية.
ويُرجع سيغلوش هذا التراجع إلى سببين رئيسيين: أولها هو وجود فجوة جيلية بين الأعضاء القدامى والشباب، حيث يجد الجيل الجديد صعوبة في الاندماج مع قواعد الأعضاء القدامى، مثل “أوقات القيلولة المُحددة” و “فترات الهدوء”.
أما السبب الثاني فيتمثل في تأثير التكنولوجيا الرقمية، وانتشار صور الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى مُثُل الجمال التي يروج لها تطبيق “تيك توك”، مما يجعل الكثيرين يُحجمون عن خلع ملابسهم.
وتُعد ألمانيا من أكثر الدول انفتاحاً فيما يتعلق بثقافة العري، حيث تخصص أماكن مُعينة في الحدائق والشواطئ لمُحبي ممارسة العُري.
تاريخ من العُري المُهدد بالزوال؟
تعود جذور ثقافة العري في ألمانيا إلى أواخر القرن التاسع عشر، كرد فعل على المادية والثورة الصناعية. وخلال أوائل القرن العشرين، ازدهرت الحركة باعتبارها خياراً صحياً مُغايراً لنمط الحياة الصناعي المُقيّد في المدن.
ومع وصول النازيين إلى السلطة، تم قمع حركة العري. إلا أنها عادت للظهور بقوة في ألمانيا الشرقية الشيوعية بعد الحرب العالمية الثانية، حيث كانت شكلاً من أشكال الحرية الشخصية في ظل القيود المفروضة على حرية التعبير والتنقل.
ورغم تراجع الاهتمام، يُصر أنصار العُري في ألمانيا على مُمارسة أنشطتهم بشكل طبيعي. ففي يوليو، سيُقام سباق الجري السنوي المُخصص للرياضيين العُراة للمرة الخامسة عشرة على التوالي، كما سيتم تنظيم رحلة للمُشاة العُراة على ساحل بحر الشمال في أغسطس.
المصدر: Aftonbladet