نشرت صحيفة “أفتونبلادت”، قصة الشاب علي، 19 عاماً الذي قتل في 9 شباط/ فبراير الماضي 2022 بعد ان هاجمه سبعة أشخاص.
وتحدثت ريم شقيقة علي عما حصل في ذلك اليوم.
تقول ريم للصحيفة: “كانوا سبعة اشخاص مقابل واحد في تلك الليلة، وعندما أخرج أحدهم مسدساً، انتهى الأمر بالنسبة لعلي”.
نزف علي حتى الموت على الأسفلت بعد اصابته بطلق ناري في الرقبة قبل أسابيع قليلة فقط من عيد ميلاده العشرين، ليصبح الضحية 9 في سجل ضحايا جرائم إطلاق النار وكنا لا نزال وقت وقوع الجريمة في الشهر الثاني من العام، ليستمر بعدها رقم الضحايا بالتزايد بشكل مرعب.
جريمة مختلفة
تختلف جريمة إطلاق الرصاص على علي عن مثيلاتها الأخرى من الجرائم لجهة ان الشرطة تمكنت من القاء القبض على العديد من الجناة المشتبه بهم، وهي ليست الحالة الأكثر شيوعاً لحوادث إطلاق النار المميتة.
وحكم على الجناة بأحكام سجن متفاوتة وفقاً لدرجة تورطهم في الجريمة، لكن ومثل معظم حالات إطلاق النار الأخرى التي تحدث، فإن سبب إطلاق النار على علي كان تافهاً.
سبعة ضد واحد!!
كان علي في الواقع يعيش في مدينة أوربرو، ومساء اليوم الذي قُتل فيه تواجد في منطقة Fisksätra في بلدية ناكا في ستوكهولم لزيارة صديقة له، وعندما سارعت الأخيرة خطاها لدخول المحل الذي تعمل فيه من أجل قضية مستعجلة، أُحيط علي بعصابة من الفتية داخل مركز Fisksätra.
تراوحت أعمار عصابة الفتيان التي طوقت علي بين 16-20 عاماً وكانوا معروفين في المنطقة، حيث بعد ساعة من وقوع الجريمة تمكنت الشرطة من التعرف عليهم من خلال صور كاميرات المراقبة المتواجدة في المركز.
لم يقابل علي أولئك الفتية في السابق ولكن لسبب ما رأوا فيه ما يمثل تهديداً لهم. أرادوا ان يعرفوا من هو وماذا كان يفعل هناك. وقال الفتية اثناء التحقيق معهم ان علي أجاب على اسئلتهم بشكل استفزازي (تهديدي).
وبحسب ما ذكره الفتية، فان علي ذكر لهم انه من منطقة فيفالا في أوربرو وفسر الفتية ذلك على انه تلميح الى انه كان مجرماً ضمن احدى العصابات الاجرامية.
يُظهر الفلم الذي سجلته كاميرات المراقبة كيف ان عصابة الفتيان أرغمت علي على الخروج من المركز الى الساحة، حيث بدأ الضرب.
بعد فترة أخرج علي سكيناً لإجبارهم على التراجع، ليرد احد الفتية المهاجمين، 17 عاماً برش علي بسلاح غاز مسيل للدموع.
“كان من المفترض عودته قريباً الى المنزل”
أطلق أحد الفتية النار على رقبة علي، وبقي علي ينزف هناك على الأسفلت الرطب حتى وفاته.
في بيت علي الواقع في ضاحية فيفالا في أوربرو، حيث تعيش عائلة علي المكونة من والدته واشقاءه الستة، حيث قرعت الشرطة جرس الباب في وقت مبكر من صباح اليوم التالي.
تقول ريم: “لقد تحدثت الى علي قبل ساعة فقط من أطلاق النار عليه واخبرني انه سيعود الى المنزل في اليوم التالي، كان سيعود قريباً لذلك لم استطع تقبل فكرة ان علي هو الضحية”.
تلقت والدة علي صدمة قوية بنبأ مقتل علي ابنها الأكبر ما تتطلب نقلها الى المستشفى بواسطة سيارة اسعاف.
ربما لن يتمكن أحد من عائلة علي لسنوات طويلة قادمة من نسيان صباح 10 شباط، اليوم الذي تلقوا فيه نبأ قتل الأبن والشقيق البكر.
تقول ريم، متسائلة: “أتساءل عما إذا كان أولئك الذين يطلقون النار عرضاً على شخص أخر يفهمون معاناة الأشخاص الذين يتأذون من حولهم”.
صدمة
بعد وفاة علي، أتضح بحسب الصحيفة انه مشتبه في علاقته بجرائم العصابات في أوربرو.
بالنسبة لعائلة علي، شكل سماع ذلك صدمة لهم.
تقول ريم: “لم نكن نعرف شيئاً عن ذلك. كان من الصعب استيعاب ذلك، ونحن كعائلة اليوم لا نجرؤ على الخروج من البيت”.
وعلي هو الابن الأكبر لسبعة أشقاء، كان الأخ الكبير الذي يُضحك افراد عائلته وكان يفكر في أن يصبح مهندس كومبيوتر في المستقبل ويبدأ عمله الخاص أن يكمل جمع الدرجات التي تخوله للدراسة في هذا المجال.
لا يزال شقيق علي الأصغر، 3 أعوام والذي اعتاد ان يرافقه علي من والى المدرسة يعتقد ان شقيقه الأكبر في رحلة سيعود منها.
تقول ريم: “إنه أصغر من ان يفهم ما حدث. يعتقد احياناً انه يرى علي في الشارع عندما يتخطى مجموعة شباب من عمر علي”.
الفتى الذي أطلق النار على رقبة علي كان يبلغ من العمر وقت الحادث 17 عاماً و 11 شهراً. وهذا يعني ان عقوبته خففت الى حد كبير على الرغم من ادانته بالقتل العمد. بالنسبة لعائلة علي، فإن الحكم بالسجن لمدة ستة أعوام وشهرين يبدو وكأنه مزحة سيئة.
تقول ريم: “إذا كان الشخص بإمكانه حمل المسدس وإطلاق النار، فيمكنه ايضاً التعامل مع العقوبة. بالنسبة لنا، يبدو الأمر كما لو ان المجتمع يقول ان حياة علي لم تكن تعني الكثير عندما تكون العقوبة بهذا الشكل المخفف”.
أحكام أخرى
حكم على اثنين من المتهمين الاخرين بوضعهم في إصلاحية الشباب بتهمة الاعتداء على علي فيما حُكم على آخرين بغرامات يومية بتهمة التحرش.
حضرت ريم وعائلتها المحكمة عبر رابط الكتروني. وعلى الرغم من التهم الخطيرة الموجهة الى المتهمين الا انهم كانوا يردون ببرودة واضحة، ما اثار استياء ريم ووالدتها، فالضحية هو ابنهم وشقيقهم.
تقول ريم: “هذا ما إثر علينا أكثر، ان ترى المتهمين جالسين محاولين كبح ضحكاتهم عندما يكون الأسوأ قد حدث لنا كعائلة”.
ظلت ريم جالسة بينما عُرضت لقطات مقتل شقيقها في المحكمة.
تقول ريم: “من ناحية، أنا سعيدة لأنه تم تصوير كل ما جرى، حتى يتم القبض على المتهمين. لكن عندما أصبحت العقوبات مخففة للغاية، بدا الأمر سخيفاً تماماً. كأنه يمكن ان تقتل بدون ان يكلفك ذلك الكثير. يجب ان يتغير هذا قبل ان يموت المزيد من الناس”.